يجب علينا تعليم أطفالنا العزيمة والصبر والإنجاز، فالطفلُ لن يحقق ذاته ما لم يترسخْ في ذهنه الصّبر وتحمل القرارات حتى يستطيع أن يسير على قدميه، والمربي الناجح يكلف الطفل بالإنجازات والأعمال التطوعية، حتى يكون صانع قرار ناجحا، وأنا لا أعني هنا أن نكلفه بأعمال شاقة أو خطرة، ولكن نعطيه الشيء اليسير الذي يجعله قادراً على تحمل المسؤولية وصنع القرار بمفرده، وما أجمل أن يجلس الوالدان مع الأبناء ليتخذوا القرارات المناسبة المتعلقة بالأسرة معا، وهذا مظهر تربوي يدل على التعاون والتفاهم والحب، ويتيح للأبناء التعبير عن ذاتهم والمشاركة في حل المشكلات واتخاذ القرارات، ولا شك أن الأبناء الذين كانوا يشاركون آباءهم في أمور الحياة كانوا الأقدر على الاستقلال بأنفسهم في المستقبل. ذكّر طفلك يومياً وعلى مدى فترة طويلة، بوضع ملابسه المتسخة في سلة الغسيل وبطي الملابس وترتيب الغرفة أو غسل الأطباق وتنظيف الأرضية التي قام بتوسيخها، فتحمل المسؤولية عند الطفل تبدأ من سن ثلاث سنوات، فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا. وهكذا يعتاد الطفل الجرأة الأدبية، وينشأ بعيداً عن الانهزامية، وعند تعود الطفل على تحمل المسؤولية في نطاق أسرة، فإنه سيشعر بالمتعة واللذة في تحمل المسؤولية، ونربي فيه الوفاء بالوعد والإخلاص والأمانة، لننتج مواطنا صالحا قادرا على المساهمة في بناء وطنه وحمايته.