قال مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، خلال كلمته في الجلسة الثانية لليوم الأول من الفعاليات الثقافية في الجنادرية "30" بعنوان "الملك عبدالله في ذاكرتهم "شهادات": إن من إنجازات الملك عبدالله في نظري أنه من بعد عمر بن الخطاب رفع عن البيعة النقاب، فكان أول من وضع نظاما للبيعة، جعل لأسلوب الرأي في الاختيار هيبة إن حفظناها وطورناها أسسنا للمسلمين بناء ومنحناهم قطف جناها. وأضاف الفيصل قائلا: إنه عمي ما قدمت له طلبا للتنمية إلا أجابه ولا مشروعا مدروسا إلا أجازه، يستعجل الإنجاز وينشد الإبداع بالإعجاز، وسع الحرم وأقر مشروع إعمار مكة ودراسة تطوير المشاعر المقدسة والنقل العام في كل من مكةوجدة، وفي جدة مطار وللحرمين قطار وللعشوائيات مشروع إنساني في تصحيح أوضاع المقيم البرماوي، إنه عمي استخلصني فأخلصت له وائتمنني وحفظت الأمانة، قال لي أنا اخترتك، قلت فديتك خدمتك وصدقتك، فقال فأوصيك بمكة الإنسان والمكان وضيوف الرحمن، قلت لك ولهم ما بقيت في هذا الزمان، زرع في واحة نخلة وفي كل حديقة زهرة، وفي قلب نبضة أحب الناس فأحبوه، وصدقهم فصدقوه وفارقهم فبكوه، إنه عمي إنه عبدالله بن عبدالعزيز، داعيا الله -جل وعلا- أن يجزيه خير الجزاء وأن يسكنه جنات الخلد. مجموعة شروق وغروب أما الأمير فيصل بن عبدالله فقال "كيف أبدأ وبماذا أبدأ عن عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تعجز الكلمات عن وصف ما حقق لوطنه وأمته من منجزات، فقد أشرق في حياتي كما أشرق في حياة أبنائه من مواطني هذه الأرض الطيبة، فالشروق الإنساني شجعني ومكنني من التمتع بهوايتي التي كان يدفعني دائما لها ممازحا: "حان وقت الغروب فامسك بالشمس قبل أن يحتويها الشفق". وأضاف الأمير فيصل أن الصدق والأمانة الطيبة والبساطة هي ما تحمله وما تجسده مجموعة الصور لسيدي ووالدي المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وعرض الأمير فيصل مجموعة من الصور التي التقطها للملك الراحل أطلق عليها "مجموعة شروق وغروب"، خلال مسيرة سنين ساقه قدره بأن تشرف بمرافقة الملك عبدالله، يرحمه الله، في بعض رحلاته وبعض أوقاته الخاصة، لأسجل بعدسته لحظات لها خصوصيتها المعبرة عن حقيقة هذا القائد الإنسان الذي مثل بدايات أمل أمة تحمل تطلعات وهموم رجل آمن بالله قبل كل شيء، ثم بهذه الأرض الطاهرة وقدرات إنسانها. شخصية تتصف بالفراسة استذكر الدكتور عبدالله الربيعة لقاءه الأول مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، قائلا "لم أكن أعرف عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلا القليل، ولكن مما كنت أسمع عنه أنه شخصية تتصف بالفراسة والقوة، ذو هيبة مقرونة بالطيبة ومحبة الناس"، وكان لي الشرف أن ألتقي بهذه الشخصية الفذة عندما دعاني -رحمه الله- وكلفني بمنصب نائب المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني وزارة الحرس حاليا، وتم اللقاء بعد صلاة الجمعة مباشرة بمكتبه الخاص بمنزله، رحمه الله، وكنت معه بمفردي هيبة اللقاء الأول تلاشت أمام سمو أخلاقه وتواضعه، مما مكنني من طرح ما يدور في فكري وخلدي بين يديه، رحمه الله، وقد وجدته نموذجا فريدا بالبساطة والوضوح والصدق وحب الوطن والمواطن والطموح للتطوير والهدوء وقبول الرأي الآخر". وتطرق الربيعة إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان مبادرا وحريصا على دعم طالبي العلم ومتلقي الخدمات الصحية، وتمثل ذلك في حرصه على المواطن، لذا جاءت فكرة إنشاء أول جامعة صحية في المنطقة، وهي جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية لتكون منارة يبنى من خلالها أجيالا من الكوادر الصحية بفروعها الثلاثة بكل من الرياضوجدة والأحساء، لتكون رافدا لسوق العمل تمده بالمتخصصين في شتى مجالات العلوم الطبية والتخصصات الصحية والأسنان والصيدلة والتمريض، ولتسد حاجة المجتمع وتكون موطنا لمركز أبحاث صحي عالمي، وهذه إحدى مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز للوطن والمواطن. مصافحة رضيعة وتابع الربيعة ساردا مواقف للملك عبدالله: إن عطف وتواضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لا يقف عند حد معين رغم ارتباطاته الكثيرة ومهامه الجسام، فقد كان حريصا على رفع معاناة الأطفال من التوأم السياميين بغض النظر عن دينهم أو وطنهم أو لونهم أو جنسهم، ونرى ذلك من خلال زياراته المتكررة للتوأم بعد عمليات فصلهما أو دعوتهما وذويهما لقصره ومتابعته لهم أولا بأول، وهو يؤدي ذلك بدافع أبوي وإنساني خالص لوجه الله. لعل ما يظهره هذا الجانب الإنساني الذي يملكه -رحمه الله- إحدى زياراته التي يجدر بنا أن نذكرها في هذا المقر، وهي زيارته الكريمة للتوأم البولندي بعد نجاح العملية الجراحية، وعند إحاطته بسرير الطفلتين البولنديتين التوأم، حيث قامت إحداهما وهي رضيعة بمد يديها لتصافحه، تلك كانت رسالة بريئة تنقل الشكر والعرفان لهذا الرجل الإنسان الفريد في صفاته الإنسانية.