بينما استمرت أمس، المشاورات والاتصالات بين القوى السياسية في لبنان، لبلورة موقف من الاستحقاق الرئاسي، والاتفاق على مرشح واحد، مع اقتراب موعد الجلسة المحددة لانتخاب رئيس جديد في 8 فبراير المقبل، عد النائب في البرلمان عن كتلة تيار المستقبل، أحمد فتفت، أن ما يمارسه حزب الله في الملف الرئاسي لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال. وأشار إلى تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي كشف فيها عن توجهه لتعيين رئيس للجمهورية، لافتا في هذا السياق إلى قول الأخير إنه يرغب في وجود ضمانة كاملة لانتخاب ميشال عون في هذا المنصب. وقال فتفت إن كلام نصر الله يعني حتمية النزول إلى مجلس النواب لانتخاب عون، أو لن تكون هناك انتخابات رئاسية، متسائلا: هل نحن بصدد ممارسة عملية تعيين للرئيس أو انتخاب له ضمن خطوات ديمقراطية محددة في الدستور؟ وقال إن حسن نصر الله، أعلن موقفه بوضوح في هذا الصدد، مما يعني أن حزبه سيستمر في تعطيل الانتخابات الرئاسية، إذا لم يكن هناك قبول نهائي بمرشحه ميشال عون كرئيس للجمهورية، مؤكدا في هذا السياق أن حزب الله يكرس بهذا السلوك منطق الحزب الحاكم الشمولي الكامل الذي يريد أن يفرض رأيه على النواب في البرلمان خصوصا واللبنانيين عموما. وأضاف أن نصر الله هدد بأن نوابه لن ينزلوا إلى جلسات انتخاب الرئيس في ظل غياب ضمانة اختيار عون لمنصب الرئيس، مما يشير إلى أنه لا يضع في الاعتبار آراء كل اللبنانيين ونواب الأمة والتي بدت بالنسبة له "لا قيمة لها". وأكد فتفت أن نهج حزب الله في الاستحقاق الرئاسي، يشبه سياسات بشار الأسد ومعمر القذافي وصدام حسين، التي كانت بعيدة تماما عن أي نظام يدعي الديمقراطية. في سياق أمني، عاود الطيران الإسرائيلي انتهاكه للأجواء اللبنانية وقرارات مجلس الأمن رقم 1701، من خلال الطلعات الجوية التي نفذها فوق الأراضي اللبنانية. وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام اليوم بأن طائرة استطلاع تابعة لجيش العدو حلقت فوق أجواء منطقة مرجعيون جنوبلبنان، ثم غادرت الأجواء باتجاه الأراضي المحتلة.