لم يكد تنظيم داعش يتبنى مسؤولية الهجوم الانتحاري الذي وقع أخيرا بضاحية كريتر في عدن، حتى سارعت قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة إلى الرد على التهديد الذي ظل يمثله التنظيم المتطرف، حيث أعلنت مصادر أمنية في المحافظة تسلم السلطات المحلية دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية والأمنية، لمواجهة الجماعات المسلحة، ومواصلة تنفيذ الخطة الأمنية الخاصة التي يجري تطبيقها منذ حوالى شهر. بدوره، أعلن القيادي في المجلس السابق للمقاومة الشعبية في عدن، وزير الشباب والرياضة، نايف البكري، عزم السلطات مواصلة ملاحقة العناصر الخارجة على القانون، واجتثاث الخلايا الإرهابية النائمة، مشددا على ضرورة اجتثاث التطرف والإرهاب. وأضاف أن العمليات الإرهابية التي تشهدها عدن لن تثني الحكومة وقوات التحالف عن تنفيذ الخطة الأمنية، متهماً ميليشيات الحوثي وفلول المخلوع صالح بالوقوف وراء زعزعة الأمن في عدن وباقي المحافظات. وأعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن الهجوم الذي تسبب في مقتل سبعة جنود على الأقل وإصابة ثمانية آخرين. مواصلة اجتثاث الإرهاب أضاف البكري أن قوات من الشرطة وعناصر المقاومة الشعبية تواصل حملات التفتيش والمداهمات في عدد من أحياء عدن، رغم ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية في المدينة، مشيرا إلى أن السبب في زيادة الإرهابيين لعملياتهم يعود إلى الخطر الذي تمثله عليهم الخطة الأمنية، وأن البؤر الإرهابية باتت تدرك أن وجودها في المحافظة يشارف نهايته، لذلك أرادوا إخافة القوات الأمنية عبر تكثيف عملياتهم الانتحارية، مؤكدا فشل هذه المحاولات. وكانت مصادر داخل السلطة الشرعية أشارت إلى أن أفراد نقطة التفتيش الأمنية اكتشفوا السيارة المفخخة أثناء محاولة عبورها وحاولوا السيطرة عليها، مما اضطر سائقها إلى تفجيرها. مشيرة إلى أن العملية تمت بعد يوم واحد من استهداف بوابة القصر الرئاسي في عدن بسيارة مفخخة في عملية أوقعت عدداً من القتلى والجرحى، وتبناها تنظيم داعش أيضا. دعم التحالف تابع البكري قائلا إن النتائج التي حققتها الخطة الأمنية خلال الفترة الماضية تؤكد أن القوات الأمنية تسير في طريقها الصحيح لاجتثاث الإرهاب، لاسيما بعد النجاحات المتسارعة التي تم تحقيقها حتى الآن. وأضاف البكري أن حجم الأسلحة التي تم ضبطها خلال الفترة الماضية، والأشخاص الذين تم ضبطهم، يكشف بوضوح استهداف المحافظة، وأن الانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، كانوا يخططون لاستمرار الانفلات الأمني، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت لهم بالمرصاد، وأكدت عزم السلطات الأمنية اجتثاث التمرد إلى غير رجعة، مؤكدا أن قوات التحالف تقوم بتوفير كافة المعينات التي تساعد الأجهزة المختصة على أداء مهامها. وأشاد البكري بالجهود التي يبذلها مقاتلو المقاومة الشعبية، مشيرا إلى أن دورهم لم يقتصر على مجرد طرد الميليشيات وتحرير المحافظة، بل ظلوا يواصلون أداء مهامهم، من خلال المساعدة في فرض الأمن والاستقرار. وأضاف أن خطوات عملية تجري لتنفيذ القرار الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي باستيعابهم في القوات الأمنية والجيش الوطني.