فيما انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الرسائل الاقتحامية التي تفرض نفسها على الكمبيوتر الشخصي، وتعرض عليه طرقا جديدة لتحقيق الثراء السريع، أوضح اختصاصيون طرق التعامل مع هذا النوع من الفيروسات التي تتوغل في الكمبيوتر وتتخفى بطرق متعددة. الرسائل الاقتحامية تصل إلى المستخدم عن طريق فيروسات وبرامج خبيثة مزودة بإمكانية التحميل التلقائي، فهي تنزل على جهازك رغما عنك، كما أنها مزودة بخصائص معينة تمنع المستخدم من حذفها، وفي حال فعل ذلك تنزل على الجهاز من جديد. معدو هذه الحملات يستخدمون أسماء شهيرة، ومؤثرات لغوية، وبصرية، وفي بعض الأحيان يستخدمون مقاطع الفيديو، للتأثير عليك وجر قدمك إلى الفخ، كما يستخدمون شخصيات حقيقية مثل مروان تلودي، ونورة الراشد، وسمر يوسف. ولجذب شرائح أكبر من الضحايا، يلجأ هؤلاء إلى الاستعانة بأشخاص من جنسيات مختلفة، من مصر، والسعودية، ولبنان، حيث يمكن لكل منهم جذب أبناء جلدته بلهجته المحببة لديهم، ولم يغفلوا استغلال النوع، فاستخدموا رجالا ونساء، ووظفوا اللغات فاستخدموا العربية والإنجليزية، وحاول بعضهم دغدغة مشاعر المسلمين بوضع عبارة "حلال" على أحد الاعلانات، والهدف المشترك إيقاع أكبر عدد من الضحايا، كما لم يفتهم استخدام مسميات رنانة تؤثر في الضحية مثل "برنامج الملاك الحارس"، و"آلة صنع النقود"، و"مجتمع الثروة السعودي". حيل للاختراق قال محمد السعيد إن "الفيروسات الإعلانية تتعدد مسمياتها وأشكالها، منها Hades، وDNS Unlocker، وعادة ما تلجأ الشركات المروجة لها إلى حيل مختلفة لكي تخترق الجهاز، ومنها انتحال مسميات لبرامج شهيرة مثل "فايرفوكس"، و"جوجل كوروم"، و"ويندوز"، وإظهار رسالة للمستخدم تفيد بأن المتصفح الذي يستخدمه يحمل نسخة قديمة، ويجب عليك تحديثه لإكمال التصفح"، مشيرا إلى أن هذه الإعلانات لا يقتصر ضررها على الإزعاج، ولكن تبطئ التصفح، كما أنها من الممكن أن تفسد برامج معينة مثل "ويندوز". وأوضح أن "معدو هذه البرمجيات الخبيثة يسمون الملفات الإعلانية بأسماء برامج شهيرة توجد عادة على كمبيوتر المستخدم، حتى يصعب عليه حذفها والتخلص منها". أنواع الإعلانات قال المهندس مالك صبري "متخصص في البرمجيات وإدارة قواعد بيانات" إن "بعض المواقع تعتمد على الإعلانات كمصدر للدخل، فعندما تدخل الصفحة التي تريدها تفتح لك صفحة إعلانية أخرى، حيث يكسب من صاحب الإعلان، النوع الثاني إعلانات جوجل، وتظهر في مساحات محددة في هامش الصفحة في مربع صغير إعلانات، ويستغلها أصحاب المواقع لتحقيق الدخل، وعندما تضغط على الإعلان تدخل صفحة أخرى"، والنوع الثالث الإعلانات السخيفة التي لم تطلب فتحها، ولكنها تفرض نفسها عليك". وأضاف أن "المستخدم عند تحميل برنامج معين يدخل على الرابط المعروض داخل الموقع، فيحيله إلى السيرفر القائم بالتحميل، فيجد في هذه الحالة أزرارا كثيرة للتحميل، الأزرار الكبيرة مكتوب عليها "اضغط هنا للتحميل"، ولكنها في الحقيقة خداع، والرابط الحقيقي موجود بشكل صغير غير ملاحظ، وغالبا يحتاح استخدامه إلى الضغط عليه ثم كليك يمين، وعند الضغط على الأزرار تدخل إلى إعلانات". تطبيقات متنوعة أضاف مالك أن "الشركات التي تنشر برمجيات الإعلان الخبيثة عربية وأجنبية، ولكن المشكلة في الشركات العربية أكبر، ففي الأجنبية موضوع الإعلان منظم، ومن التطبيقات الأجنبية بايدو وهو تطبيق صيني". وأوضح، أن "هناك برامج شهيرة مثل سكاي بي، تعرض إعلانات داخلها، ولكن بطريقة مهذبة، حيث تخبر المستخدم في مرحلة معينة من تثبيت البرنامج أنها ستدمج معه برنامجا معينا، وتخيرك بالموافقة أو الرفض". وحول خطورة هذه الإعلانات، قال صبري "بعض منها يثبت على الكمبيوتر ويتوغل داخل الويندوز، ويزرع الملف الخاص به داخله في مكان محدد لا يعرف مكانه، وإذا بحث المستخدم عنه وأزاله، يعود من جديد من الجذر، لأن الجذر لم يحذف". سبل الوقاية عن سبل الوقاية، قال صبري "من المفترض عدم قيام المستخدم بتحميل شيء على الجهاز إلا بعد التأكد من مأمونيته، ولو افترضنا أنه ضغط وحمّل ملفا لا يفتحه إلا بعد الفحص، كما يجب استخدام برامج مكافحة الفيروسات "الأنتي فايرس" ، مثل انتيبانر وهو عبارة عن إضافة مكملة للمتصفح، تتخطى موضوع الإعلان، وبرنامج السي كلينر الذي ينظف الجهاز من الملفات غير الضرورية، مثل "التمبات" التي تثقل الجهاز، وتوجد برامج جيدة لمقاومة الفيروسات مثل "الكاسبر سكاي" الذي يناسب الأجهزة متوسطة الإمكانات، و"البت دفندر" ويناسب الإمكانات العالية لأنه يحتاج فورمات معينة لكي يعمل". وأشار إلى أن "80 % من البرمجيات الإعلانية تتبع وسيلة واحدة، وإذا عرفت خطة الفيروس سيمكنك إزالته، لذلك على المستخدم البحث في الإنترنت عن كيفية إزالة الفيروس من جذوره، ويتبع الخطوات"، مشيرا إلى أنه لا يحبذ إعادة تهيئة الجهاز، ويفضل تعلم المستخدم. الحد من الرسائل الاقتحامية تعرف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الرسائل الاقتحامية بأنها "أي رسالة إلكترونية ترسل دون موافقة مسبقة من المستلم لها، بواسطة أي وسيلة اتصال إلكترونية، بما في ذلك البريد الإلكتروني، والرسائل القصيرة SMS ورسائل الوسائط المتعددة MMS ، والبلوتوث والفاكس". ووفقا للفقرة 11 من المادة 37 من نظام الاتصالات، فإنه "يعد مرتكبا لمخالفة كل مشغل أو شخص طبيعي أو معنوي يقوم بإساءة استخدام خدمات الاتصالات مثل إلحاق الضرر بشبكات الاتصالات العامة، أو تعمد إجراء اتصال مخالف للقواعد والآداب العامة، أو له طابع تهديدي، أو يؤدي إلى إحداث فراغ أو إزعاج. وأوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أنه "يجوز لأي شخص تعرض لرسائل اقتحامية أن يتقدم لهيئة الاتصالات بشكواه وفقا لنظام الاتصالات ولائحته التنفيذية، خلال 30 يوما من تاريخ استلام الرسائل الاقتحامية".