على مدى 4 عقود قدمت جائزة الملك فيصل العالمية للبشرية أسماء علمية لامعة في مجال الابتكارات والاكتشافات العلمية، في مجالات الطب والهندسة والعلوم الطبيعية. أسهمت هذه الإنجازات في تطور مذهل في علاج الأمراض وعلوم الفيزياء والفلك. أحمد زويل ارتبط اسم العالم المصري المعروف أحمد زويل الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية عام 1989، وبعدها بجائزة نوبل عام 1999م، بما يطلق عليه علميا" الفيمتو ثانية" وهي جزء واحد من مليون مليار جزءٍ من الثانية الواحدة. وهذا الاكتشاف مكنه من ابتكارُ نظامٍ قادرٍ على التصوير بسرعةٍ عاليةٍ جدَّاً، حيث يعمل هذا النظام باللّيزر، مما مكن العلماء من مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها البعض وتصوير التفاعلات الكيميائية بدقة. وأحدث هذا الاختراع ثورة كبيرة في العمليات الجراحية الطبية وخصوصا في جراحة العيون، كذلك أدى إلى تطوير أنواع جديدة من المواد الصناعية لاستخدامها في الإلكترونيات، وعزز أبحاثا خاصة في مجالات الأنظمة البيولوجية للجسم. كذلك ساهم هذا الاختراع في تطوير علوم الفضاء من خلال استخدام التصوير بتقنية "الفيمتو ثانية" لاكتشاف آفاق أوسع في هذا الكون. جيرد بينج فاز العالم الألماني "جيرد بينج" بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال العلوم عام 1984 ولاحقا بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1986. ومن أهم أعماله قيامه بالاشتراك مع البروفيسور روهرر – بتصميم المجهر الماسح النفقي وتطويره. وهو مجهر بالغ الدقة في المسح السطحي للمواد متناهية الصغر، وقد تمكَّن العلماء بواسطته، لأول مرّة، من تصوير سطح الذرة الواحدة والتعامل معها "يقدّر قطر الذرة بحوالي جزء من عشرة بلايين من المتر". وبذا أسهم بينج من خلال المجهر في إطلاق "ثورة النانو" وتحويل تلك التقانة من حلم إلى أمر واقع. وسرعان ما ثبتت أهمية المجهر الماسح النفقي في الصناعة والتعدين والبحوث الأساسية كبحوث أشباه الموصلات، والكيمياء الكهربية، والبيولوجية الجزيئية. سيدني برانر يعتبر العالم البريطاني سيدني برانر من أهم العلماء المختصين في "علم الحياة"، وقد فاز بجائزة الملك فيصل في مجال العلوم عام 1992 وبعدها فاز بجائزة نوبل في مجال الطب عام 2002. ومن أبرز اكتشافاته العلمية، اكتشافه وجود "R.N.A" المرسال الذي ينقل عن D.N.A، خازن الوراثة، ومعلوماته، ويحملها إلى حيث تُستَعمل لصنع البروتينات. وبذلك اكتمل اكتشاف السلسلة التي يتم بها انتقال المعلومات من المورِّثة إلى البروتين. ولعل هذا الاكتشاف هو الذي يلي في أهميته مباشرة اكتشاف بنية "D.N.A" التي هي أساس كل علم الحياة الجُزيئي المعاصر. ستيفن شو ابتكر عالم الفيزياء الأميركي من أصل صيني (ستيفن شو) الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية عام 1993 فرع العلوم وجائزة نوبل للطب عام 1997، طريقة تُسمَّى "مولاس الليزر"، لتقليل سرعة الذرة في الفضاء من حوالي 4000 كيلومتر في الساعة إلى كيلومتر واحد في الساعة، ممَّا ترتَّب عليه انخفاض حرارة الذرة إلى حدٍ يقترب من الصفر المُطلق (وهو حوالي 273 درجة مئوية تحت الصفر)؛ كما صمَّم – في الوقت نفسه – مصيدة ذرية من إشعاعات الليزر واللوالب المغنطيسية لاصطياد الذرات المُبرَّدة ودراستها وتحليلها. وبفضل تلك الإنجازات الباهرة، تمكَّن العلماء من زيادة دقَّة الساعات الذرية في المركبات الفضائية، وصنع مداخيل ذرية لقياس قوى الجاذبية، والتنسيق مع الدوائر الإلكترونية بدقّة متناهية. كارل باري شابلس فاز العالم الأميركي كارل شابلس بجائزة الملك فيصل للعلوم 1995، ونوبل في الكيمياء 2001، بعد أن قدم عملا علميا رائدا في مجال صناعة الأدوية، وذلك لاكتشافه طريقتين جديدتين لتركيب الجزيئات غير المتماثلة أي تركيب جزيئات يمينيّة فقط أو جزيئات شمالية فقط بتفاعلات كيميائية حفزية. وقد أصبحت المواد الكيميائية والوسَائط الكيميائية التي ركَّبهَا مستخدمة في مختبرات كيميائية عديدة في العالم. وصَارت الطرائق التي أبدعها شائعة الاستخدام في هذه المختبرات. يوك منج دينيس لو قام البروفيسور الصيني دينيس لو، الفائز بالجائزة عام 2014 بدور رائد في مجال التشخيص غير التَّدخُّلي لأمراض الأَجِنَّة؛ إذ استطاع أن يتعرف على وجود حمض (DNA) الجنيني في دم الأم، وتعرف إلى آلية حدوث ذلك، وقد استخدم في أبحاثه أحدث التقنيات والطرائق الإبداعية التي أَدَّت إلى نتائج غير مسبوقة لوضع أولى اللَّبنات على طريق التشخيص غير التَّدخُّلي. وقد حفّزت تلك النتائج مجموعات عديدة من الباحثين إلى تطبيق الأساليب التي استحدثها في ممارساتهم السريرية لتحديد جنس الجنين وتشخيص الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس، والكشف الوراثي عن عامل ريسوس (Rhesus Factor). وله الدور الأكبر في استبدال التشخيص التَّدخُّلي، وما صحبه من مضاعفات على الأم والجنين، بالتشخيص غير التَّدخُّلي لأمراض الأَجِنَّة؛ ومنها الأمراض الناتجة من شذوذ الكروموزومات، مثل: متلازمة داون، والأمراض أحادية المورثة. نورمان إدوارد شمْوي يوصف العالم الأميركي نورمان شموي الفائز بالجائزة عام 2001 بأنه الرائد الفعلي لزراعة القلب. فقد بدأ في تطوير تقانة زراعته في حيوانات التجارب قبل أكثر من 40 سنة من فوزه بالجائزة، وبُنيت أول جراحة لزراعة القلب، بشكل تام، على الأسس والتجارب التي أجراها، كما ابتكر طريقة لتشخيص رفض القلب المزروع بواسطة خزعات من داخل عضلة القلب. وهو أول من أجرى جراحة ناجحة لزراعة القلب والرئتين معاً في الإنسان. وقد نُشر له أكثر من 500 بحث طبي، وعدد كبير من فصول الكتب، كما اشترك في تحرير كتاب مهم عن زراعة أعضاء الصدر. وقد تتلمذ على يديه عشرات من جراحي القلب من داخل بلاده وخارجها. ثيودور هينش أسهم العالم الألماني ثيودور هينش في تطوير علم الفيزياء الذرية وتطبيقات الليزر في التحليل الطيفي للجزئيات. ولذلك فاز بجائزة الملك فيصل العالمية عام 1989 ثم بجائزة نوبل عام 2005، ومن أبرز ما قام به تطوير تقانات الليزر فائقة السرعة، التي تعتمد على إزاحة تأثير دوبلر الناتج عن الحركة الجزيئية، واستخدامها في التحليل الطيفي لذبذبات "خطوط لايمان"، وهي سلسلة إشعاعات ضوئية تصدرها الإلكترونات أثناء انتقالها في ذرة الهيدروجين بدقة تصل إلى جزء واحد من مئة تريليون جزء، مما ينعكس على الكثير من المفاهيم الأساسية في الفيزياء الكونية. ومن أهم إنجازاته تمكنه من تبريد الذرات بواسطة الليزر حتى درجة الصفر تقريباً. ويعتبر تمكنه من قياس ترددات الضوء بشكل دقيق للغاية.
خالد الفيصل يعلن أسماء الفائزين اليوم الرياض: الوطن يعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة والرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الأمير خالد الفيصل اليوم أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها الثامنة والثلاثين في فروعها الخمسة: "خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم"، خلال المؤتمر الصحفي الذي سيعقد مساء اليوم في قاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد رعى حفل توزيع جوائز الدورة السابعة والثلاثين الذي أقيم في مارس 2015.