جدد الرئيس السوري بشار الأسد موقف بلاده الداعي إلى "ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي". وأوضح بيان رئاسي سوري أن الأسد جدد أيضا خلال استقباله في دمشق أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "موقف سوريا بالوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق". وذكر البيان أنه تم خلال اللقاء "استعراض علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي, وأهمية البحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات الأخوية بين الشعبين وتخدم مصالحهما المشتركة". وتم التأكيد خلال المباحثات على "أهمية البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية بين دول المنطقة وضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه الدول وصولاً إلى تكتل اقتصادي إقليمي يلبي تطلعات شعوب المنطقة ويخدم أمنها واستقرارها". وبدوره شكر المالكي الرئيس الأسد على "مواقف سوريا تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الأمن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته". وأكد المالكي "حرص القيادة العراقية على إقامة تعزيز العلاقات مع سوريا بما يتناسب مع حجم العلاقات الشعبية والأخوية التي تربط الجانبين". ويرى المراقبون أن الزيارة تأتي تتويجا لجهود المالكي في إعادة تصفية علاقاته مع دمشق ولتضع نهاية لحالة الجفاء التي بدأها حين وجه اتهاماته نحو سوريا. وبدأت بوادر تحسن العلاقات بين ائتلاف دولة القانون والمالكي خصوصا مع دمشق منذ أشهر. وفي العراق لوحت كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري في التحالف الوطني بطرح مرشح بديل للمالكي في حال فشله في إنجاز مهمته خلال المدة المقررة بالدستور، فيما كشف اعضاء في "دولة القانون" عن تلقيهم إشارات إيجابية من بعض دول الجوار داعمة لموقف زعيم ائتلافهم في تشكيل الحكومة. وقال النائب عن كتلة الأحرار كاظم الصيادي ل"الوطن" أمس "نحن ضد بقاء الوقت مفتوحا أمام المالكي، وفي حال فشله في تشكيل الحكومة فبالإمكان طرح مرشح آخر تتوافق عليه كل الكتل، لأن كل شيء جائز في العملية السياسية". وتزامنا مع وصول المالكي إلى دمشق كشف أعضاء في ائتلافه عن تلقيهم إشارات إيجابية من بعض دول الجوار داعمة لموقف ائتلافهم في تشكيل الحكومة. وقال النائب عدنان الشحماني "حصل فهم جديد لموقفنا بخصوص تشكيل الحكومة من قبل أشقائنا العرب بعدما وصلت إلى الدول الإقليمية معلومات عن وجود تهميش وإقصاء، وتم نقل صورة مشوشة وغير واقعية عن مواقف دولة القانون، ونحن بدورنا أكدنا رغبتنا في تشكيل حكومة شراكة وطنية وفي ضوء ذلك تلقينا إشارت إيجابية". ووصفت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي زيارة المالكي إلى دمشق بأنها تأتي في إطار ضمان تجديد ولايته، مشيرة إلى "اتفاق دول الجوار العربي فضلا عن تركيا على موقف موحد يدعو إلى حكومة شراكة وطنية تضم جميع الكتل لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد". وقال النائب عن العراقية زهير الأعرجي "نأمل من دول الجوار أن تبلغ المالكي بمواقفها التي طرحتها أمام زعيم القائمة العراقية، وأن تحثه على ضرورة تشكيل حكومة تضم جميع الأطراف من دون تهميش أو إقصاء".