على الرغم من تأكيد عدد من أعضاء "الثقافية الفرعية الأدبية" في محافظة سراة عبيدة "شرق عسير" على أن لجنتهم حصلت على موافقات رسمية، وأن لها مقرا في المكتبة العامة، إلا أن نادي أبها الأدبي ممثلا في المشرف على اللجان الثقافية، نفى صلة النادي بهذه اللجنة بتاتا، فهي ليست من لجانه المعتمدة من مجلس الإدارة، ولم تستحدث بناء على الإجراءات المتبعة لافتتاح لجان النادي في المحافظات. الأكثر إثارة في هذه اللجنة أنها لم تنظم أي نشاط ثقافي منذ افتتاحها قبل أكثر من 3 سنوات، وأن لوحتها الخارجية تحمل شعار أدبي أبها. وأبدى عدد من المهتمين بالجانب الثقافي في محافظة سراة عبيدة تحفظهم على مسمى اللجنة الثقافية الفرعية الأدبية، وقالوا: "لو تجاوزنا المسمى فما الذي قدمته اللجنة للمحافظة منذ إنشائها عام 1434؟". مقر بدون فعاليات يؤكد نائب رئيس اللجنة محمد العابسي أن اللجنة تمارس أعمالها بشكل طبيعي في الدور الثالث بالمكتبة العامة. وقال: هناك كثير من الكتب والمطبوعات التي تخصها هناك، غير أنه تعذر عليها استضافة فعاليات ثقافية أو أمسيات نظرا لضيق المكان، وأن العمل جار للبحث عن مبنى بديل أكثر سعة. نقل وتقاعد الأعضاء يعطلان العمل يسرد أمين اللجنة عبدالله آل سحران قصتها قائلا: في عام 1434 وصل خطاب من إمارة منطقة عسير يحث المحافظة على إنشاء اللجنة الثقافية الفرعية بسراة عبيدة، انطلاقا مما طرح في مجلس المنطقة. وأضاف: كنت في اجتماع عند محافظ السراة المهندس محمد آل مرعي آنذاك بشأن احتفالات اليوم الوطني من ضمن أعضاء اللجنة، وبعد الاجتماع قرأ علينا الخطاب، ثم تشكيل لجنة "غير رسمية" تقوم بالتجهيز والإعداد حتى تعتمد بشكل رسمي من جهة الاختصاص ولكي تتبع أدبي أبها، ثم رفع ببعض الأسماء إلى إمارة المنطقة وجاء الرد بما حوى خطاب محافظ سراة عبيدة آنذاك وشكل أعضاء غير رسميين، هم مدير التعليم هشام الوابل رئيسا، عبدالله سحران أمينا، ماجد فردان عضوا، محمد العابسي عضوا، عبدالله آل ملفي عضوا. واجتمعت اللجنة في المحافظة ووضعت خطوطا عريضة لإنشاء اللجنة وحدد لها مقر في المكتبة العامة "مؤقتا"، ووضعت لها لوحة وجهزت بجهود ذاتية ليتم الاستعداد للمخاطبة الرسمية وتقديم طلب لرئاسة نادي أبها الأدبي لمناقشة الطلب في مجلس الإدارة وفق النظام الموحد لإنشاء مثل هذه اللجان، وأخذ الموافقة الرسمية لإنشائها، إلا أن هناك ظروفا وصعوبات حالت دون السرعة في إنشائها، ممثلة في نقل بعض الأعضاء "غير الرسمين" إلى خارج المنطقة خلال العام نفسه وتقاعد البعض الآخر. وبالتالي الحاجة إلى طلب جديد وبشكل رسمي لإنشاء اللجنة من المصدر والمرجعية في وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في "أدبي أبها"، لأخذ الموافقة وفق من اللائحة الأساسية للأندية.
خطوة لدعم المواهب عدّ محمد سعيد القحطاني "أحد الشباب المهتمين بالأدب" فتح فروع للأندية الأدبية في المحافظات خطوة في الاتجاه الصحيح، واقترح استضافة بعض فعاليات النادي بشكل دوري في كل المحافظة وتأسيس ناد للقراءة. وفي تعليقه على أعمال اللجنة يقول عبد الله الموسى "طالب طب": سراة عبيده تزخر بموروث ثقافي حافل، حيث تعتبر حاضرة ضاربة في القدم ولها تاريخ عريق، وقد كانت في العصر النبوي تدعى سراة جنب، حيث تنتسب القبائل التي تسكنها إلى قبيلة جنب بني سعد المذحجية الضاربة في التاريخ والتي ينتسب إليها كوكبة من الصحابة والتابعين والفرسان والشعراء المشهورين في الجاهلية والإسلام، ولذلك ونتمنى من مثقفيها وكتابها إبراز هذه المقومات، وذلك من خلال منابر ثقافية على غرار ما يحدث في محافظات أخرى، ولعل إنشاء لجنة ثقافية أحد هذه الخطوات. ليس للنادي فرع بالسراة يؤكد المشرف على لجان أدبي أبها الثقافية، الموزعة في عدد من محافظاتعسير الدكتور صالح أبو عراد، أنه ليس للنادي فرع ولا لجنة في محافظة سراة عبيدة، وأن هذه اللجنة ظهرت أو اعتمدت من غير موافقة النادي، وبالتالي ليس لهم بها أي علاقة، لافتا إلى أنه في حالة طلب محافظة سراة عبيدة فتح لجنة فرعية للنادي، فإن هناك إجراءات ولائحة تنظيمية للجان الفرعية، وسيخضع طلبهم كغيره للمعايير، وسينظر مجلس الإدارة فيما إذا كانت الشروط متوافرة والميزانية تغطي لجنة جديدة، فهنا يمكن القول بالقبول، أو يقدم النادي اعتذاره رسميا، مؤكدا أن النادي ليس مجبرا على فتح فروع أو لجان ثقافية، وهذا تطوعا منه ولا يتلقى عليها دعما من وزارة الثقافة والإعلام. وفي سؤال ل"الوطن" هل النادي سيوافق على تدشين اللجنة تحت مظلته على أن يتحمل أبناء المحافظة الأعباء المادية قال أبو عراد: نحن نعمل تحت لائحة ولا بد من إجراءات معينة لفتح اللجان على أن تبقى تحت مظلته وهو الذي يدعمها من ميزانيته.
سبات عميق يقول مدير مكتب التربية والتعليم بأبها سابقا الدكتور عوض آل شايع: قبل عدة سنوات وضعت اللبنة الأولى وشكلت اللجنة الثقافية بسراة عبيدة فسررنا كثيرا، وسرعان ما اختفى ذلك والوهج، بل لن نبالغ لو أكدنا أنه دخل في سبات عميق في نفس اللحظة التي ولدت فيها، إلا أننا نتساءل عن الأسباب، فنقول هل السبب يعود لعدم اهتمام الجهة التي تبنت الفكرة؟ أم لنوعية واختلاف اهتمامات أعضاءها؟ أم بسبب الطريقة والإجراءات التي شكلت بها اللجنة؟، أم أن هناك عوامل خارجة عن إرادة الجميع؟ التساؤلات كثيرة.. ولكن في مقدمتها هل أعطيت القوس باريها؟ هل تأمل المعنيون في واقع شباب المحافظة؟ أظن أن الموضوع يحتاج وقفات، خصوصا أن محافظة سراة عبيدة والمراكز التابعة لها قد أنجبت كثيرا من الأكاديميين والمثقفين والأدباء.