في أقل من 24 ساعة، أحبطت الدفاعات السعودية محاولة جديدة لميليشيات التمرد الحوثي، لإطلاق صاروخ باليستي على مدينة جازان، وأعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان لها أول من أمس أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت قبيل منتصف ليل أول من أمس صاروخا باليستيا، تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان. وبادرت القوات الجوية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ، التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية. وأوضحت قيادة التحالف أنه "في الوقت الذي تحرص فيه على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية لتمديد العمل بالهدنة، إلا أن استمرار المليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف لاتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال". وأشارت القيادة إلى أن قوات الدفاع الجوي السعودي بادرت إلى تدمير منصة إطلاقه داخل الأراضي اليمنية بعد تحديد موقعها. وكانت مواقع إعلامية موالية للحوثيين قد أشارت إلى أن الصاروخ أطلق من بلدة همدان، شمالي العاصمة صنعاء، حيث يمتلك الحوثيون معسكرات تدريب ومخازن أسلحة، وسُمع لحظة إطلاقه بوضوح وفقا لما أفاد به سكان محليون. عبث الانقلابيين أكد المحلل السياسي، أحمد البيحاني، أن تكثيف الحوثيين لإطلاق الصواريخ تجاه أراضي المملكة خلال الأيام الماضية هو مؤشر يؤكد بوضوح الحالة التي وصلها الانقلابيون، وتأثير الهزائم المتلاحقة التي ظلوا يتلقونها مؤخرا على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، مشيرا إلى أنهم يريدون منها رفع الروح المعنوية لمقاتليهم، التي باتت في أضعف حالاتها، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "الحوثيون يصرون على إطلاق صواريخهم داخل المملكة، رغم علمهم التام باستحالة تحقيقها لأي هدف، بسبب قوة الدفاعات الجوية التي تتمتع بها المملكة، ويعلمون يقينا أن صواريخ باتريوت المتقدمة سوف تسقط صواريخهم بكل سهولة، لكنهم يعيدون استخدامها لإيهام البسطاء من أتباعهم بقدرتهم على المقاومة وأخذ زمام المبادرة، وأنهم لا زالوا في الميدان".
تقدم الشرعية أضاف البيحاني قائلا "في الوقت الذي تم فيه استعادة كامل محافظة الجوف، وباتت مأرب شبه محررة بالكامل، وتقترب العاصمة من العودة للشرعية، وتتلقى قوات التمرد ضربات متلاحقة في تعز، يقوم الحوثيون بمحاولة قصف أراضي المملكة، وذلك لأن ما يحدث على جبهات القتال يؤكد أن مقاتليهم باتوا يتلهفون على بدء القتال حتى يقوموا بالاستسلام لقوات المقاومة، على غرار ما حدث في الجوف الأسبوع الماضي، حيث تدافع مقاتلو الميليشيات بالمئات للاستسلام، بعد أن ألقوا أسلحتهم، بمجرد بدء المعركة، ولم يجد الثوار كبير عناء في إنهائها في غضون ساعات قلائل من اندلاعها. لذلك تسعى قيادة التمرد إلى إقناعهم بأنها تملك القدرة على المقاومة، وهذا أسلوب لن يفيد الجماعة الانقلابية التي تلفظ آخر أنفاسها".