أكد عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب الناشر ناصر عاصي أن معارض الكتب العربية تحولت عن رسالتها الأساسية وهي نشر الكتاب ودعم الثقافة والفكر العربي إلى مجرد أماكن تجارية لبيع الكتاب. وأضاف عاصي في حديث إلى "الوطن" أمس من معرض جدة الدولي للكتاب الذي يوجد فيه حاليا: للأسف تحولت كثير من معارض الكتب العربية إلى وسيلة للضغط على الناشر العربي بدلا من دعمه، وأعتقد أن هذا سيتسبب قريبا في خروج كثير من الناشرين من الساحة والبحث عن عمل آخر بعيدا عن الاهتمام بنشر الكتاب. وعن توقعاته لما سيؤدي إليه هذا التحول، قال عاصي: أقولها بكل صراحة نحن كعرب مقبلون على فقر شامل في صناعة الكتاب الذي هو أساس تطوير الفكر الاجتماعي والعلمي والمعرفي للأجيال المقبلة. وعن دور اتحاد الناشرين العرب في تدارك الأمر ودعم ناشر الكتاب العربي قال: هذا يعتمد على وجود مجلس إدارة قوي للاتحاد في المرحلة المقبلة، وهذا ما سنسعى إليه في المرحلة المقبلة، من خلال انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد، والأهم هو أن ننجح في الحصول على مجلس تهمه الثقافة والكتاب بشكل أكبر من أي همٍّ آخر. فالحقيقة أنه لن يصلح شأن النشر العربي إلا في حال انتخب مجلس إدارة جديد للاتحاد، مبتعدا عن التكتلات والتحزبات والتحالفات الفئوية التي قد تنتج مجلس إدارة غير قادر على خدمة الثقافة العربية، كذلك نتمنى أن تبعد الخلافات والتجاذبات السياسية العربية عن أي فعل ثقافي عربي، خصوصا ما يخص نشر الكتاب الذي هو الحصن الأخير للثقافة العربية. ألعاب الأطفال تزاحم الكتاب لم يضع الناشر ناصر عاصي في حديثه إلى "الوطن" معارض الكتب العربية في سلة واحدة، حيث رأى أن بعضها ما زال محتفظا بخطه الثقافي أكثر من غيره. وقال: على الرغم من أن مشكلة معرض الرياض الدولي للكتاب هي في سعر المتر المربع المؤجر للناشر، قياسا إلى غيره من المعارض العربية الأخرى، إلا أنه ما زال محتفظا بخطه الثقافي في دعم نشر الكتاب، من خلال تنظيمه المميز والقوة الشرائية التي يتميز بها، لكن معرض الكويت الدولي للكتاب يتميز عن غيره من المعارض العربية، أنه المعرض الوحيد -حسب ما أذكر الذي يمنع دخول أي منتجات تجارية مع الكتاب، مثل ألعاب الأطفال التي أصبحت تزاحم الكتاب حتى في معارضه التي من المفترض أن تكون مخصصة له، كذلك معرض الشارقة يعتبر من المعارض الجيدة في التنظيم، لكن مشكلته أن القوة الشرائية ليست كبيرة كما في معرض مثل الرياض. وعن أبرز المعارض التي تساعد الناشر في جانب إيجار أماكن الأجنحة قال عاصي: يعتبر معرضا الكويت وبيروت من أفضل المعارض في هذا الجانب، حيث تعد أسعارهما من أنسب الأسعار التي تساعد الناشر العربي وتشجعه على المشاركة. تجربة غير جيدة شن ناصر عاصي هجوما كبيرا على تنظيم معرض جدة الدولي للكتاب. وقال: الحقيقة أن التجربة الحالية لمعرض جدة غير جيدة أبدا، لكثير من الناشرين، فقد اجتمعت فيه عدة مشكلات تنظيمية تبدأ من لحظة إيجار الأجنحة، حيث تعتبر ال200 دولار للمتر المربع غالية جدا، إذا أضفنا لها الأمور الأخرى التي تترتب على الناشر. وأضاف: من الواضح أن تنظيم المعرض أقرب إلى التجاري منه إلى الثقافي، فالصالات مكتظة جدا بدور النشر، وهذا يدل إلى أن الطاقة الاستيعابية للمكان أقل بكثير من عدد النشر، والممرات غير مجهزة بشكل سليم، كذلك البرامج المصاحبة للمعرض مثل زيارات طلاب المدارس والجامعات غير موجودة، ثم الخدمات اللوجستية ضعيفة جدا، ومعظمها خارج المعرض، وفي ظل الزحام الشديد يصبح الأمر أكثر سوءا. واللافت أنه على الرغم من هذا الزحام تبقى القوة الشرائية للمعرض ضعيفة إلى حد كبير.