سبّب توقيف نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، هنيبعل القذافي، والتحقيق معه في لبنان حالة من الجدل في الأوساط اللبنانية، ووصفت مصادر توقيف نجل القذافي بأنه "ضربة قاصمة لنظام الأسد، الذي ظهر بأنه يحمي أحد المتهمين في إخفاء مؤسس حركة أمل موسى الصدر، وهو ما يسيء أيضا إلى حزب الله، إضافة إلى إحراج كليهما أمام الطائفة الشيعية". وكانت قضية توقيف نجل القذافي، قبل أيام، أثارت جدلا حول انتقاله من مقر إقامته في سورية إلى لبنان، إذ يدعي بأنه "خُطف من أمام أحد الفنادق في دمشق، ثم نقل إلى منزل تعرض فيه للاستجواب والتعذيب، قبل تسليمه إلى فرع المعلومات في لبنان. وعند وصوله العاصمة بيروت بدأت التحقيقات معه على خلفية تورط والده في إخفاء رئيس حركة أمل، موسى الصدر منذ أكثر من 30 عاما". وكانت دمشق أرسلت إلى لبنان مذكرة تطلب فيها إعادة هنيبعل إليها، كونه لاجئا سياسيا في سورية، إلا أن القضاء اللبناني يواصل التحقيق معه، وقالت مصادر إنه لن يسلمه إلى الإنتربول الدولي أو ليبيا إلا بعد الحصول على معلومات وافية عن اختفاء موسى الصدر. بدوره، قال وزير العدل، أشرف ريفي، في بيان "بالأمس راهن البعض على بشرى سارة للنظام السوري، خلال قبول تسليم المدعو هنيبعل القذافي إلى نظام خابت رهاناته والرهانات عليه، إلا أن ما فات هؤلاء هو أن لبنان اليوم يرتكز على قضاء يعمل على أسس العدالة والسيادة المفقودة لديهم، وهو ما أفقدهم صوابهم فراحوا يوزعون التهم يمنة ويسرة، ظنا منهم أننا ما زلنا نعيش في زمن الوصاية، حين كان أزلامهم يقدمون الطاعة لهم، ويبدو أن قرار وزير العدل بالأمس رد طلب تسليم القذافي، خلق لدى البعض أزمة على أكثر من صعيد، فهو من ناحية استند إلى أحكام القانون ومبدأ السيادة".