كشفت مجلة Sciencealert في بحث جديد أن النشاطات الدماغية قد تكون فريدة من نوعها كما هي بصمات الأصابع، كما قد يكون لها علاقة بمستوى الذكاء للأفراد. كما ذهب البحث إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال أنه يمكن تحديد الهوية المعرفية للأشخاص أو ما يعرف ب"البصمة المعرفية" التي تساعد على تحديد هوية كل شخص من ناحية الفكر والسلوك. خبايا الدماغ تصدى أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتور خليل اليحيى لهذا البحث بالتعليق عليه قائلا، إن الدماغ لديه القدرة على إثارة الآخرين وشد انتباههم لمعرفة خبايا وأسرار هذا العضو المؤثر من جسم الإنسان، ولا يزال هذا العضو يخضع دائما لاستجواب العلماء والباحثين لرصد إمكاناته وتحديد مهاراته التي قد تساعد في تحسين حياة الناس وصحتهم. وقد قام مجموعة من الباحثين في جامعة "ييل" الأميركية بدراسة وتحليل مجموعة من الصور المتعلقة بالنشاطات الدماغية "باستخدام أحد أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي" والمأخوذة من عدد من المشاركين في البحث، ووجدوا أن الدماغ قد يساعد بشكل كبير على تحديد الهوية المعرفية للأشخاص وطريقتهم في التفكير وذلك من أجل قياس مستوى الذكاء لديهم، حيث أطلقوا مصطلح "البصمة المعرفية"، التي تمكن الإنسان من امتلاك بصمة معرفية خاصة به تساعد على تحديد هويته الفكرية والسلوكية. النشاط والاسترخاء أجرى الباحثون في جامعة "ييل" تحليلات النشاطات الدماغية لأكثر من 260 منطقة في الدماغ لعدد 126 مشاركا في البحث، من خلال المسح الضوئي لهؤلاء المشاركين لأكثر من ست مرات. وأحيانا يكون هذا المسح الضوئي للدماغ أثناء ممارسة هؤلاء المشاركين لنشاطات معرفية، وأحيانا أخرى يكون هذا المسح حينما يكون المشاركون في حالة هدوء واسترخاء. لقد كانت نسبة الدقة في تحديد هوية الأشخاص المشاركين في البحث أثناء ممارستهم للنشاطات المعرفية 99 % وهي نسبة مرتفعة جدا، في حين انخفضت هذه النسبة إلى 80 % أثناء مرحلة الهدوء والاسترخاء. تحديد نسب الذكاء يؤكد اليحيى أنه إشارة إلى أهمية هذه الدراسة العلمية في تحديد هوية الأشخاص من خلال نشاطاتهم المعرفية، فإن بإمكانها أيضا مساعدة العلماء والباحثين والمهتمين على تحديد نسبة الذكاء الشخصي للأفراد. وتحديد نسبة الذكاء للأفراد قد لا يعتمد على نتائج تصوير مناطق الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي بقدر ما يعتمد على أنماط الاتصال والتفاعل لهؤلاء الأفراد أثناء النشاطات الدماغية التي قد تلمح لوجود علاقة بين هذه النشاطات الدماغية وبين الأداء الشخصي للأفراد في الاختبارات المتعلقة بالذكاء. كما قد تكون مفيدة في إجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين على الوظائف المهنية أو الأكاديمية. كما يعتقد الباحثون أن هذه التقنيات قد تساعد بشكل كبير في استخدامها لأغراض علاجية من خلال رصد النشاطات الدماغية للأفراد لتحديد العلاجات المناسبة لهؤلاء الأفراد، حيث يزعم أحد الباحثين أن هناك مئات الأدوية التي تستخدم لعلاج الأمراض العصبية لكن هامش الخطأ والفشل في تحديد هذه العلاجات مقلق، ويعتقد الباحث أن نتائج هذه الدراسة قد تساعد في تحسين نسبة الدقة في وصف هذه العلاجات للأمراض العصبية. وأضاف اليحيى: يعد اكتشاف البصمة الوراثية من خلال تحديد الحمض النووي للأشخاص أحد أهم الاكتشافات البشرية خلال القرن الماضي، وكانت عاملا مؤثرا في البحث الجنائي ومحاربة الجريمة، فهل تكون البصمة المعرفية من خلال تحليل النشاطات الدماغية للأفراد أحد أهم الاكتشافات في القرن الحالي والتي قد تساعد على تحديد هوية الأشخاص المعرفية لاستخدامها في أغراض مهنية وأكاديمية؟ المصدر: www.sciencealert.com