لحقت العرضة السعودية، بمدائن صالح، وحي الطريف في الدرعية، وتاريخية جدة، ونقوش حائل، في قائمة التراث العالمي باليونيسكو، وبذلك تدخل المملكة للمرة الأولى لائحة التراث العالمي غير المادي "الشفوي"، فيما أرجع مندوب المملكة الدائم لدى المنظمة الدولية زياد الدريس تأخر تسجيل عناصر التراث الشفوي إلى حداثة تجربة المملكة في آلية التسجيل، واعدا بتجاوز ذلك في المستقبل القريب. وقال الدريس ل"الوطن": "سجلت العرضة بعد جهد سنوات من إعداد الملف، وهذا ما سيجعلنا نستفيد من التجربة في الملفات القادمة لاختصار المدة"، مستشهدا بملف رقصة المزمار الذي سلم إلى هيئة التقييم قبل ستة أشهر. أرجع مندوب المملكة الدائم لدى منظمة "اليونيسكو" زياد الدريس تأخر تسجيل عناصر التراث الشفوي السعودي ضمن التراث العالمي إلى حداثة تجربة المملكة في آلية التسجيل، واعدا بتجاوز ذلك في المستقبل القريب. وقال الدريس في تصريح إلى "الوطن" بعد موافقة اليونيسكو على تسجيل العرضة السعودية ضمن التراث الشفوي العالمي، خلال مؤتمر المنظمة الدولية الحالي الذي يعقد في ناميبيا: "أنا فخور جدا بتسجيل العرضة السعودية في لائحة التراث الشفوي العالمي، بعد جهد سنوات من إعداد الملف، والحقيقة أن سبب طول المدة قليلا لم يكن عدم جدارة العرض في التسجيل، ولكن بسبب حداثة تجربتنا في إعداد الملفات بشروطها المطلوبة، وهذا طبعا سيجعلنا نستفيد من هذه التجربة في الملفات القادمة في اختصار المدة بإذن الله، وهو ما حصل بالفعل في رقصة المزمار، حيث تم تسليم الملف لهيئة التقويم قبل ستة أشهر، وسيتم تقييمه بعد سنة من الآن في نوفمبر أو ديسمبر 2016، ثم ستتلوه ملفات أخرى".
بعد دولي جديد أضاف الدريس: "تسجيل العرضة السعودية في قائمة التراث العالمي سيجعلها تتجاوز بعدها المحلي والخليجي والعربي إلى البعد الدولي، وأصبحت منذ يومين ضمن التراث الثقافي الشفوي المعترف به عالميا، والموثق في أضابير الثقافات العالمية في المنظمات العالمية المعنية بذلك وفي مقدمتها اليونيسكو. هذا التسجيل سيكون فاتحة خير وانطلاقة لتسجيل عناصر التراث الشعبي الوطني الكثيرة في المملكة، ولكن ما قد يؤخر تسجيل العناصر الأخرى هو نظام اللجنة الدولية الخاصة بتسجيل التراث العالمي، ينص على أن لا تقوم أي دولة بتسجيل أكثر من عنصر واحد في العام، كذلك أن العنصر الواحد يأخذ سنة ونصف 18 شهرا للفحص والتقييم، وهذا قد يعرقل تسجيل العناصر الأخرى الثقافية، لكننا نسارع في تسجيل العناصر الأخرى بأقصى جهد، وهذا ما حصل في ملف المزمار كما ذكرت سابقا".
نجاح عمل تكاملي بعد تسجيل مدائن صالح وحي الطريف في الدرعية، وتاريخية جدة، ونقوش حائل في قائمة التراث العالمي في اليونيسكو، جاء الدور على العرضة لتدخل إلى قائمة التراث العالمي غير المادي، وبذلك تدخل المملكة للمرة الأولى لائحة التراث العالمي غير المادي "الشفوي". جاء هذا الانضمام لهذه العرضة العريقة خلال الاجتماع العاشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، الذي عقد في ناميبيا خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 4 ديسمبر 2015، الموافق 18 إلى 22 صفر 1437، والذي شاركت فيه الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وتمت مناقشة تسجيل 3 عناصر، وهي القهوة والمجلس، والعرضة السعودية. وعلقت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز: "هذا النجاح نتيجة العمل التكاملي بين الهيئات الحكومية ممثلة في وزارتي الثقافة والإعلام والتربية من خلال المندوبية الدائمة في اليونيسكو، وبين منظمات المجتمع المدني ممثلة في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث والتي تواصلت مع المجتمعات والأفراد في التوثيق والتسجيل لهذا العنصر مع عناصر أخرى للتراث غير المادي ضمن مشروعها لتوثيق هذا الجانب المهم من التراث وحمايته من الاندثار"، وأوضحت الأميرة عادلة أن رسالة الجمعية تتمحور حول العمل المجتمعي والتكاملي، ونشر الاعتزاز بالهوية، والسعي للمحافظة على إرثنا الوطني الغني والمميز. يذكر أن هذه التجربة جزء من التعاون القائم بين الجمعية السعودية للمحافظة على التراث ووزارة الثقافة والإعلام لإعداد الملفات للتسجيل في لائحة التراث العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وعملت الجمعية مع المجتمعات المحلية في جمع المادة وتوثيقها، وتسجيل شهادات الممارسين، ضمن دورها كمؤسسة مجتمع مدني، وحرصا على توثيق هذا التراث المهم من حضارتنا. جدة: ريان الجهني
ملفات جديدة تحدث الدريس عن الخطوات المقبلة قائلا: "ينبغي أن نسلم ملفا آخر بعد ثلاثة أشهر من الآن، حتى يكون جاهزا للتصويت عليه في عام 2017 بحيث نضمن أن يكون لدينا عنصر لكل سنة". وختم تصريحه إلى "الوطن" بالقول: "لا يفوتني أن أشكر الجهات التي أسهمت في ترتيب وصنع الملف سواء وزارة الثقافة والإعلام أو وزارة التعليم ممثلة في المندوبية الدائمة في "اليونيسكو"، ولا أنسى الجهد الكبير الذي بذلته الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في ترتيب الملف في نسخته الأخيرة ترتيبا متقنا فحظي بقبول لجنة التقييم، ولا شك أن المتابعة الآنية واليومية لرئيسة الجمعية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، والجهد اليومي للمديرة التنفيذية للجمعية الدكتورة مها السنان الأثر الكبير في ذلك النجاح".