أكد أستاذ الحديث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور سعيد القحطاني، أن بعض الشباب المغرر بهم يقودهم الغلو في الجهاد "اقتصار الدين في الجهاد" إلى البحث عن مواطن الفتن وتسيرهم إلى ذلك العاطفة. جاء ذلك، خلال دورات حلقات النقاش للخطباء في تعزيز الوسطية وتحقيق الأمن الفكري أول من أمس، والذي يقيمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية، حيث فند الدكتور القحطاني أسباب الجهاد وأنواعه ومقتضياته وأسباب الغلو في الجهاد. جهل بالحكم الشرعي أبدى الدكتور القحطاني أسفه بأن الشباب السعودي الموجودين في مناطق الفتن أغلبهم صغار السن "جهلة" لا يملكون معرفة في الحكم الشرعي لتأصيل مسائل الجهاد، ولا يفرقون بين مواطن الجهاد الأصلي ومواطن الفتنة والتي إحداها الاقتتال بين المسلمين.
مدخل إلى باب التكفير نوه الدكتور القحطاني بأن باب الجهاد أصبح عند أصحاب الفكر الضال مدخلا إلى باب التكفير، وقال: هذا اتضح لنا خلال محاورتنا لهم في مركز المناصحة، مستشهدا بأن أحدهم عند مناقشته عن أسباب تفجير المساجد وقتل المسلمين رد بقوله: "إن قتلهم كبيرة من الكبائر فقط، ويموتون ويبعثون على نياتهم"، مبينا أن بعض من تمت مناصحتهم ينامون دون صلاة ويكفرون الحكام والعلماء والأئمة والخطباء.
إعداد الخطباء والأئمة أكد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان أن برنامج الأمن الفكري الذي انطلق قبل عدة سنوات وتبنته الوزارة، مستمر عبر دورات معلنة وخاصة، للمناقشة مع الأئمة والخطباء في كيفية التعامل مع أصحاب الفكر الضال، أو من يبحث عن الجهاد في مواطن الفتن، أو من عليهم علامات الانحراف الفكري، مبينا أن بعض الشباب لديهم قصور في فهم مقاصد أحكام الجهاد تدفعهم العاطفة بلا حكمة، وأضاف نعد الخطيب على كيفية إدراك وممارسة التأثير في الشاب أو والد الشاب الذي ينوي الجهاد ويرى كفر المجتمع وعدم الاعتراف بالجماعة أو الإمامة.
كشف الشبهات بين اللحيدان أن كثيرا من الشباب يأتون للمناقشة حول الجهاد وليس حول التكفير وعن تصنيفات الأحزاب والجماعات الإرهابية، وقال: لسنا معنيين برصد أعداد هؤلاء الشباب المغرر بهم، بل الكشف عن الشبهات والرد عليها، خاصة أن شبابنا ووطننا مستهدفان، ونعمل وفق رؤية القيادة بالحفاظ على أمن الوطن ومواطنيه.