سلوى سلمان البلوي منذ فترة أحاول أن أتوصل إلى معرفة تركيبة الأشخاص الذين لا يحترمون مواعيدهم!، فكثيرا ما نتعرض لمواقف تدفعنا إلى تعطيل أعمالنا لكي ننتظر موعدا لا يأتي صاحبه!، فنشعر بالاستياء من هذا الاستهتار بأوقات الآخرين، حتى أن بعضهم لا يقدم أي تبرير أو اعتذار!، ومع تكرار هذه المواقف المزعجة والمضيعة لأوقاتنا، زادت حيرتي وفضولي حول تركيبة هؤلاء الأشخاص الذين لا يحترمون مواعيدهم. فنحن ندرك أن الإنسان منذ القدم اهتم بقيمة الوقت وحرص على عدم هدره، لأنه يعد من الأشياء الثمينة التي إذا مرت لا تعوض ولا تعود، قال الشاعر: إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا فإنما الربح والخسران في العمل ولذلك نحن نهتم بالوقت لأننا ندرك أنه جزء من أعمارنا على هذه الأرض، فما فات لا يعود، ولا يمكن أن نعيش اللحظة مرتين، وقد أبرز ديننا الحنيف أهمية الوقت وعظمته قال تعالى: "وَالْفَجْرِ".. "والْعَصْرِ"، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن عمله ماذا عمل فيه)، فكلنا متساوون من حيث كمية الوقت التي تتوافر لكل منا ولكننا نختلف في كيفية استخدامه. وهناك الكثير من الدراسات العلمية التي انكبت على الاستغلال الأمثل للوقت وكيفية إدارته، ولكن للأسف مازال البعض منا لا يعرف إدارة مواعيده واحترامها، ولذلك أورد لكم مما قرأت في أحد المواقع الاجتماعية بعض الصفات للأشخاص الذين لا يحترمون الوقت والموعد، ولا أعلم مدى صحة هذه الصفات، إلا أنني أوردتها علها تحفز غيرتهم بعض الشيء لتحسين تعاملهم مع المواعيد، فالأشخاص الذين لا يقدرون على احترام مواعيدهم: هم أشخاص تتملكهم نزعات الأنانية وعدم تقدير الحياة الاجتماعية وعدم احترام قوانين المجتمع وأعرافه، وتضعف لديهم روح التعاون، فإن من يسيء استخدام وقته لا يهدر وقته فقط، وإنما يهدر وقت الآخرين أيضاً. ويبقى أن نذكر أن للوقت قيمة حياتية ثمينة يجب علينا استغلالها بالشكل الأمثل، وتحقيق التوازن بين احتياجاتنا الروحية والعقلية والجسدية ضمنه، وإدارتنا الصحيحة للوقت ستضيف إلى حياتنا ساعات أطول.