لم يمر طرد طلاب إحدى المدارس في العاصمة صنعاء برئيس ما تسمى ب"اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي بهدوء، بل تفحصه اليمنيون بدقة وتبادلوا الحدث والآراء حول دلالاته ورمزيته الكبيرة التي أرجعوها إلى مستوى الوعي الذي وصل إليه هؤلاء الطلاب من جهة، وحجم السخط الشعبي والرفض للحوثي والمخلوع من جهة أخرى. ففي يوم السبت، الماضي فوجئت الأوساط اليمنية، بموقف شجاع، حين طرد طلاب مدرسة الكويت أحد أكبر مدارس العاصمة صنعاء، الحوثي، أثناء زيارته للمدرسة ومحاولته التحدث إلى الطلاب، لكن الأخيرين رفضوا الاستماع إليه ورددوا شعارات مناهضة للميليشيات ورشقوه بالأحذية والحجارة حتى أجبروه مع مرافقيه على المغادرة، وفقاً لروايات طلاب تحدثوا إلى "الوطن".
زوال الانقلابيين علق ناشطون وأكاديميون وسياسيون على الواقعة، واعتبروها بشارة بقرب زوال الانقلابيين مع أضرار ما أحدثوه في البلاد، ويبشر أيضاً بقرب جيل جديد لا يُقدس سوى الوطن والدولة. وقال الدكتور صالح سميع، وهو وزير سابق، "انتفاضة مدرسة ثانوية الكويت في وجه رمز التخلف والجهل وكل الشرور والآثام محمد علي الحوثي، تمثل العلامة الكبرى على انقشاع الغمّة الجاثمة على صدر الأمة". ودعا الطلاب إلى مواصلة ثورتهم ضد المتمردين، قائلا "اثبتوا يا طلاب العاصمة وأحرارها، وأبشروا بقرب الزوال الأبدي لغمة الانتكاسة الحوثية". كما وصف الإعلامي مراد هاشم ما حدث ب"ثورة الحجارة"، وقال إنه لا مستقبل للمشروع الحوثي في اليمن، كما اعتبر الحادثة درساً واقعياً يفنّد مزاعم الحوثي والمخلوع بأن شمال اليمن ومنها العاصمة صنعاء موالية لهم، لكن رشق الطلاب للحوثي بالأحذية يؤكد عكس ما يقولون تماماً، حسب قوله.
المدارس لا المتارس أعاد آخرون ما حصل إلى دور التعليم في إحداث الوعي لدى الناس، ودفعهم لرفض مشروعات التخلف والدمار في بلدانهم. وقال الصحفي، هلال الجمرة، "طلاب المدارس والجامعات هم النواة الحقيقية لجيل جديد، وما دامت هذه النواة قادرة على مقاومة التسلط ورافضة للخنوع فالبلد ما يزال بخير". وأضاف في منشور على صفحته بموقع فيسبوك "النواة الحقيقية للمجتمع ما زالت حية وقادرة على الرفض، ومتمسكة بحقها في الحياة، والحوثيون يعلمون جيدا مدى مقت المجتمع ورفضه لحروبهم، لكن بالنسبة لجماعة لا تتقن إلا الحرب والجريمة، فإعادة الطلاب إلى المدارس تعني حاجتهم إلى التجنيد للمتارس". ولم ينته بعد، اعتزاز اليمنيين بموقف الطلاب هذا ونقاشهم حوله، وكان بمثابة بدء موجة جديدة من الثورات في المدارس ضد الحوثيين، حيث انتفض طلاب إحدى المدارس بمحافظة حجة شمالي اليمن، ضد حوثيين وموالين لهم حاولوا زيارتهم وتحريضهم على القتال.