لعل أبرز الدلالات التي حملتها الدورة الثامنة للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي، هو تصاعد موجات الكراهية والإسلاموفوبيا إلى مستوى مقلق، وبخاصة بعد هجوم باريس من هذا الشهر. الدورة التي يحتضنها حاليا مقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة، جاءت تحت لافتة "حرية التعبير وخطاب الكراهية"، وتستمر حتى 26 من الشهر. المجتمعون طالبوا بضرورة التمييز بين حرية التعبير وبين خطاب الكراهية، وأشارت رئيس الدورة الحالية سفيرة السودان في بلغاريا، إلهام إبراهيم إلى أن "عدم احترام القرآن الكريم والمقدسات الدينية يؤدي إلى مخاطر كبرى". وأكدت الهيئة أنها تسعى لأن تكون مناقشاتها موضوعية تجاه حرية التعبير وخطاب الكراهية، وقالت إنه "على الرغم من أن حرية التعبير تحقق التقدم الحضاري، إلا أنه علينا معرفة حدود تلك الحرية في القانون الدولي". من جهته، دعا المين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني إلى أن يكون قرار 16/18 الدولي الذي أكد على حرية التعبير لكن بطريقة مسؤولة، المنطلق الرئيس في مناقشات موضوع الدورة "حرية التعبير وخطاب الكراهية"، حيث تسعى المنظمة إلى "إعادة بلورة الطرح بين ما ندعو إليه وبين قناعات الآخرين". أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام العبادي أشار إلى أن "المجتمع الإنساني قائم على مفهوم إعمار الأرض وفق شريعة الله، وجاء الإسلام بتقرير الاستخلاف الإلهي للإنسان في الأرض، وهو دين يهدف إلى تحقيق العدل في المجتمع الإنساني". وقال "إن الإسلام نظم العلاقة بين المسلمين أفرادا ومجتمعات، إضافة إلى علاقة المسلمين مع الآخرين"، كما ستناقش الدورة الحالية جميع القضايا المدرجة في جدول أعمالها، ومنها الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول الأعضاء، وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين وفي جامو وكشمير.