قال الدكتور عادل محمد العلي إن التلاعب بالمفاهيم والمصطلحات في السياسة والإعلام يجري كل يوم وكل دقيقة، وذلك لأهداف آنية وأنانية للفئات المهيمنة، سواء في الاقتصاد أو السياسة أو الفن أو أي جانب من جوانب الحياة الاجتماعية. وأشار العلي في معرض محاضرته أول من أمس بعنوان "سطوة المصطلح.. في حياتنا اليومية"، إلى أن بعض العصابات زورت المفاهيم والمصطلحات، واستخدمتها عصا مسلطة على رقاب كل البشر، في محاولة للحيلولة دون تغيير موازين القوى لمصلحة الفئات المضادة لها، مؤكدا أن تلك العصابات سطت على الوعي، الذي يميز الإنسان عن الحيوان من خلال الإعلام الأصفر والفن الممجوج وغسل الأدمغة وترويج الجريمة والتسيب الخلقي، واحترفت تدمير التاريخ والجغرافيا. سطو على الوعي، وذكر العلي في محاضرته التي أدارها المحاضر في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء يونس البدر، أن المصطلحات الجديدة تحتاج إلى رصد ممأسس وقادر على كشف الجهة المعنية وراء إطلاقها وغاياتها، وهناك العديد من المصطلحات الشائعة، والتي شهدت سطوا على الوعي الاجتماعي وما يتبع ذلك من قلب الحقائق والتعمية على التطور البشري والصراع الجاري، ومن بين تلك المصطلحات الاحتكار والاستعمار والإغواء، الأسطورة، الصراع، الأزمة، المأزق، العولمة، الحداثة والتراث، وغيرها، مشددا على ضرورة تبيان الشروط الضرورية لحماية وعينا ووعي أجيالنا من السطو الاستعماري، وخصوصا في البحر المتلاطم الحالي من الظواهر الإرهابية التي تدعي امتلاك الحقيقة وتسير أولادنا كالخراف للذبح. وأضاف، أننا أسهمنا كأمة في صنع التاريخ البشري وكنا البادئين بإنشاء الحضارة ولذلك نحن مستهدفون أكثر من غيرنا من الأمم لطمس هويتنا، لافتا إلى أن الصراع الكوني المتجه نحو العولمة يجري على أرضنا ويهدر ثرواتنا ويسفك دماءنا، الأمر الذي يجعلنا معنيين أكثر من غيرنا في تحمل عبء المرحلة الحالية، وبالتالي أصبح دورنا كأمة تحوي ثلثي ثروات العالم وجغرافيا تقاطع الحضارات رياديا في بناء نظام عالمي جديد يتطلب شروطا جديدة في العلاقات الدولية تتضمن الاعتراف بحق الشعوب في الاستقلال الاقتصادي والسياسي والشروع في عمليات تنمية حرة وغير مرتهنة.