ظهر قاصا موهوبا خلال الثمانينات الميلادية، ألقى بمجموعته الأولى "ألسنة البحر" التي أكدت -بحسب النقاد- موهبته، ثم غاب على مدى حوالى عقدين. القاص أحمد إبراهيم يوسف، ما زال منغمسا في الحياة والسائد اليومي كما يقول عن نفسه عندما سألته "الوطن" أين أنت؟ يعود "يوسف" بمجموعة قصصية صدرت قبل أشهر، لكنه مع ذلك ما زال غائبا عن المشهد الإعلامي. هنا يختصر يوسف بعضا من مراحل حياته في "قصاصات": * أهلي لم يسمعوا فيروزاً تغني عن الأسامي فلم يتعبوا في اختيار اسمي فكنت تكراراً لجدي (أحمد بن إبراهيم بن يوسف) * بتاريخ مقترح 1/7/1373 * في الخامسة من عمري خرجت من حصار البحر المطبق على جزر فرسان. * هجر والدي جماله والتحق بغبار الأسمنت في مصنع بجدة. * التحقت بالمدرسة المنصورية الابتدائية في زمن كان فيه العم (صادق دياب) يجلس في مقهاه جوار ملعب (المسامير والعم صالح، لا أتذكر اسمه كاملاً) يبسط كتبه ومجلاته قرب سوق الجنوبية، فما كان يقدمه عم صالح من فوق الطاولة أو من تحتها نبع صغير شربنا منه بعض رحيق الكلمات. أسماء تناولت إنتاجي * محمد الشنطي * فائز أبا * علي الشدوي * عالي القرشي * حسن النعمي * عبدالمحسن يوسف أذكر الخطوات الأولى في طريق الثقافة الطويل * رسائل إلى برنامج (نادي الهواة) الذي كان يقدمه الإعلامي القدير (حسين نجار) من إذاعة جدة * رسائل إلى (ندوة المستمعين ) من إذاعةBBC * كتابات إلى صفحات القراء في الصحف والمجلات "عكاظ/المدينة /البلاد/الرياض/ الجزيرة /اقرأ/ اليمامة" * نصحني بعض الأصدقاء بأن ألم شتات قصصي المتناثرة بين الصفحات الثقافية للصحف والمجلات السابق ذكرها وبتشجيع واهتمام من الأديب الفاضل عمر طاهر زيلع ومجلس إدارة نادي جازان الأدبي في تلك الأيام صدرت لي أول مجموعة قصصية (ألسنة البحر) وكان تاريخ صدورها عام 1410. في زمن كانت أيدي المشرفين على الصفحات الثقافية تمتد شموعاً مضيئة لكل من يحسون بفراستهم وبثقافتهم في نتاجه نبض موهبة أو إرهاصة مبدع يقدموه دون أن يعرفوه شخصياً أو يقدمه إليهم كبير كانوا يحتفون بالمحتوى بالنص الذي تحمله إليهم رسائل البريد..كانت وسائل اتصالنا الرسائل الورقية الرسائل فقط. وهؤلاء الرائعون كثيرون ولهم فضل كبير في بداياتي... أذكر منهم: * المبدع الإنسان سباعي عثمان (عليه رحمة الله)هذا الرجل الذي يدين له بالفضل جيل من الأدباء الذين تخرجوا من خلال (نادي القصة) الصفحة التي أفردها من بين صفحات (دنيا الأدب) بجريدة المدينة وخصصها للموهوبين في القصة القصيرة. * المبدع والإنسان النبيل فهد الخليوي الذي قدَمني على صفحات الثقافة بمجلة "اقرأ" التي كان يشرف عليها، ونشر لي قصة قصيرة بإخراج أفرحني وزرع الطموح في نفسي وكان هذا موقفاً نبيلاً منه نحو شاب لا يعرفه ما زال يخطو خطواته الأولى وهذا يدلَ على اهتمامه بالمواهب وحرصه على إضافة اسم جديد إلى قائمة الأدباء في الساحة الثقافية السعودية. ماذا أفعل؟ * منغمس في الحياة بكل طعومها وطعونها أتأمل في نفسي.. في الناس.. في الأحداث تصيبني كآبة عابرة.. إحباط طارئ.. حيرة ثقيلة لكني أعود أنغمس في السائد اليومي.. أقرأ أشاهد أفكر ولكني أكتب قليلاً. ومما أشتغل عليه مشروع كتاب عن المسرح المدرسي في مدارس فرسان. وتدور في البال رواية تمنعني الخشية من خوض هذه التجربة وربما أطيع مشورة أحد الأصدقاء ممن أدركتهم حرفة الأدب وأكتفي بالقصة القصيرة التي أزعم أنني أجيدها. * مجموعتي القصصية الثانية بعنوان (المغوي) صدرت عن دار أزمنة للنشر والتوزيع بالأردن عام 2015 في زمن كان فيه المتعلمون هم نجوم المجتمع والمثقفون من المتعلمين هم الصفوة هم النخبة في مملكة تخطو خطواتها الجادة نحو البناء والتنمية والتطور. كنا شباباً نرى ونقرأ ونتأثر ونحلم.. كانت رؤوسنا مملوءة بالأحلام الزاهية والآمال الكبيرة ونفوسنا طامحة إلى سماء خضراء وإلى أن نصبح نجوماً مثل نجومها اللامعة.