أكد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، والقيادي في الائتلاف المعارض، عبدالباسط سيدا، مسؤولية نظام بشار الأسد عن الهجمات الدموية التي تعرضت لها فرنسا أول من أمس، مشيرا إلى أن ما يرتكبه النظام السوري من انتهاكات وتجاوزات وجرائم بحق الشعب هو السبب في ظهور الدواعش، وأن ما تقوم به فرنسا والعديد من الدول لأجل مساعدة الشعب السوري على تحقيق أهدافه في التحرر والانعتاق سيؤتي أكله، ولو سقط بعض الضحايا. ودعا جميع الدول الكبرى لزيادة التنسيق لأجل القضاء على أساس المشكلة، وهو نظام الأسد الدموي. إجماع دولي وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف قد قال أمس إن الهجمات الدموية التي شهدتها باريس "تبرر تصعيد عملية مكافحة الجهاديين المتطرفين مثل تنظيم داعش". وأضاف قبيل الاجتماع الدولي في فيينا لبحث الأزمة السورية، أمس، "لا يوجد أي مبرر للأعمال الإرهابية، ولا مبرر لدينا لجهة عدم بذل المزيد لإلحاق الهزيمة بداعش وجبهة النصرة وأمثالهما". بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن اعتداءات باريس تؤكد أن العالم "يشهد نوعا من الفاشية من القرون الوسطى والحديثة الساعية إلى التدمير ونشر الفوضى والخوف. ونحن متفقون تماما وبشكل مطلق على أن هذا النوع من الهجمات غير المقبولة هي الأكثر حقارة وفظاعة وترويعا على هذا الكوكب. والأمر الوحيد الذي يمكننا قوله لهؤلاء الأشخاص هو أن ما يقومون به يعزز تصميمنا جميعا على مكافحتهم". رسالة مغلوطة وقال سيدا "العالم كله يدرك أن النظام الدموي، هو السبب الرئيسي في ظهور المتشددين، وهو الذي جلب التنظيمات الإرهابية للمنطقة، ويحاول استخدامها كفزاعة للغرب، وإرسال رسالة مغلوطة فحواها أن البديل الوحيد لنظامه هو الإرهاب". وأضاف سيدا "فرنسا ليست دولة صغيرة ليتم خداعها بهذا الأسلوب، وهي كما أكد قادتها مرارا وتكرارا لن تخضع للمزايدات والابتزاز، فهي دولة كبيرة ومحترمة، لها سياساتها المرسومة بدقة، وعندما قررت الانحياز لجانب الشعب السوري المظلوم، إنما اتخذت هذا القرار انطلاقا من قيمها الراسخة وحضارتها العريقة، وعلى العكس مما يخطط له الروس، أتوقع أن يزداد تصميم باريس على اقتلاع نظام الأسد، والتسريع بحل الأزمة السورية".
حتمية التغيير وتابع "بكل تأكيد فإن الأوضاع ما قبل أحداث باريس وما بعدها لن تكون متماثلة، ففرنسا لن تقبل بسهولة سقوط هذا العدد الكبير من ضحاياها، ولن ترضى بتمرير الهجمات التي مست كرامتها وهيبتها، وستتخذ من الإجراءات ما سيكون في صالح الثورة السورية". واختتم تصريحاته بدعوة موسكو إلى تغيير موقفها، ومراجعة سياساتها التي أوصلت الأمر إلى هذه الدرجة، وقال "على ساسة الكرملين أن يقفوا مع أنفسهم، وينظروا إلى الأمور من زاوية جديدة، فانحيازهم إلى صف النظام يطيل عمره، ويزيد بالتالي من معاناة المدنيين، ولن تنفع محاولات إرهاب السوريين، أو حملهم على القبول بسياسة الأمر الواقع، فالشعب السوري قالها بوضوح، إنه لن يرضخ لهذا النظام الذي جثم على صدره طيلة السنين الماضية، ولن يرفع راية الاستسلام، وسيظل يحاربه لآخر رجل فيه، ولن يتمكن الأسد من مواصلة الجلوس على كرسي الحكم، إلا في حالة فناء الشعب عن بكرة أبيه، فعندها سيجلس، ولكنه لن يجد من يحكمه".