المسجد الركيزة الأولى في الإسلام منذ فجر الرسالة المحمدية المباركة، فقد قال أعز من قائل (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال)، ولذلك عني المسلمين في أقطار العالم المختلفة بتقديس هذه المساجد ، والعناية بها أشد العناية ، وفي وقتنا الحاضر أولت حكومتنا الرشيدة كل العناية والاهتمام بالمساجد في كل أنحاء المملكة ، وخصصت وزارة مستقلة للأوقاف والمساجد ،ولكن ما نشاهده الآن أمراً مستغرباً من قبل البعض ممن أوكلت لهم هذه الأمانة العظيمة ، والكلام ليس على لفض العموم ، وإنما أقول إنها قد أصبحت ظاهرة ملموسة في كثير من المساجد ، حيث أوكلت المساجد إلى جنسيتين محددتين الأولى البرماوية والأخرى البنغالية ، وفي حادثة مررت بها عندما قرب وقت صلاة المغرب وبقي على الأذان حوالي 10 دقائق لأتفاجأ بشخص كان يتجاذب أطراف الحديث مع أبناء جنسه ويهرول إلى المسجد المجاور وهو ينفث من فمه القهوة الحمراء المحببة لهم ، ويشرع في فتح الأبواب ، ويؤذن ومن ثم يقيم الصلاة وأجزم أنه لم يكن على طهارة ، وإذا أم هؤلاء المصلين الخاشعين فحدث ولا حرج تكسير وأخطاء في التلاوة، ولكن حقيقة ما يميزهم أنهم يمشون كعقارب الساعة في الوقت لأجل المادة ،وإذا كانت القضية شر لا بد منه كما قيل ، فلماذا لا توضع لأئمتنا الجدد من هذه الجنسيات دورات تأهيلية في القراءة وأحكام الصلاة.