تواصلت أمس الغارات الروسية على عدد من المواقع بسورية، مخلفة عددا كبيرا من القتلى والمصابين وسط المدنيين، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 42 شخصا على الأقل سقطوا أمس، في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، فيما ذكرت مصادر أن الطيران الروسي ارتكب أمس مجزرة جديدة بمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، مشيرة إلى أن الغارات أدت إلى مقتل أكثر من 31 مدنياً، ولافتة إلى أن العدد مرشح للارتفاع وذلك بسبب عدد الجرحى الكبير. من جانبها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن عدد قتلى القصف الروسي من المدنيين السوريين وصل إلى 254 شخصا خلال شهر واحد. قوات الأسد تتراجع من ناحية ثانية، سيطرت فصائل المعارضة السورية، أمس، على بلدة عطشان بريف حماة الشمالي وسط سورية، لتفقد قوات النظام بذلك آخر المناطق التي استعادتها خلال عملية برية نفذتها في المنطقة منذ شهر. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن حركة أحرار الشام وفصائل معارضة أخرى سيطرت صباح أمس على بلدة عطشان عقب اشتباكات عنيفة، ترافقت مع قصف روسي ومن قوات النظام على مناطق الاشتباك. مشيرا إلى أن قوات النظام فقدت بالنتيجة آخر البلدات التي سيطرت عليها منذ إطلاقها العملية البرية في ريف حماة الشمالي في السابع من أكتوبر الماضي. ولفت عبدالرحمن إلى أن فصائل المعارضة سيطرت أيضا على قرى قريبة من عطشان، بينها أم الحارتين، بعد انسحاب قوات النظام منها، مبينا أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 16 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وسبعة عناصر على الأقل من الفصائل". وكانت قوات النظام قد خسرت، أول من أمس، بلدة مورك التي تقع على طريق دولية أساسية تربط بين حلب ودمشق، وكذلك تل سكيك في ريف حماة الشمالي، لمصلحة فصائل معارضة، فيما تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في محيط مورك وبلدة معان إلى الشرق منها، والواقعة تحت سيطرة قوات النظام. جهود دبلوماسية إلى ذلك، قال دبلوماسيون، أول من أمس، إن مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، سيقدم الثلاثاء المقبل أمام مجلس الأمن عرضا عن المباحثات التي أجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الأزمة السورية. وكان دي ميستورا التقى الفاعلين الرئيسيين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير في الأزمة، وذلك قبل جولة مباحثات جديدة في فيينا تجمع المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة. وأشار المبعوث الأممي إلى أن المنظمة الدولية مستعدة لاستضافة مباحثات بين نظام الأسد والمعارضة "بأسرع ما يمكن" في جنيف لإنهاء حرب مستمرة منذ أربع سنوات ونصف.