أثار فوز الممثل التلفزيوني الكوميدي السابق جيمي موراليس برئاسة جواتيمالا الدهشة، لكونه قضى طوال عمره في التمثيل، وليست لديه أي خبرة سابقة بشؤون الحكم، وهو ما دفع البعض إلى الربط بين دهاء السياسة والتمثيل. وشهد التاريخ الحديث حالات عدة لفنانين جلسوا على كراسي الحكم في بلادهم، ومن أشهرهم رونالد ريجان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأميركية من عام 1981 إلى 1989، والذي كان يعمل بمجال التمثيل، وشارك في كثير من الأفلام الأميركية القديمة التي ما زالت تعرض حتى الآن، وذلك قبل أن يدخل المجال السياسي في بداية الخمسينات. ومن الفنانين الذين أعلنوا اعتزامهم الترشح في انتخابات الرئاسة الأميركية التي ستقام في نوفمبر 2016 مغني الراب والهيب هوب الأميركي كاني ويست، زوج نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان الذي أعلن ذلك في كلمة ألقاها بعد تسلمه جائزة عن مجمل سيرته الفنية الشهر الماضي، وهو ما دفع الرئيس الأميركي بارك أوباما إلى السخرية منه، وتقديم النصائح له لكي يصل إلى هدفه، منها أن "يكون مستعدا للتعامل مع شخصيات غريبة تتصرف وكأنها في برنامج من تلفزيون الواقع". وفي السياق نفسه، بدأ المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهو مذيع سابق، رحلته نحو كرسي الرئاسة الأميركية، واشتهر بوعوده الصادمة، ومن بينها إعادة السوريين إلى بلادهم عند فوزه. في الوقت نفسه، أعلنت الممثلة الأميركية ليندسي لوهان، هي الأخرى طموحها السياسي، واعتزامها الترشح لمنصب رئيس الولاياتالمتحدة، ولكن في انتخابات عام 2020. عدد من الكتاب وصلوا أيضا إلى منصب الرئاسة، منهم فاتسلاف هافيل أول رئيس ل"تشيكوسلوفاكيا" 1989، و"التشيك" عام 1993، فقد كان كاتبا مسرحيا، كتب خلال حياته أكثر من 20 مسرحية، وعددا من الكتب التي ترجمت إلى لغات عالمية عدة، وهناك رؤساء دول شاركوا في أعمال فنية، من هؤلاء الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك الذي قدم دورا صغيرا عام 1956 في فيلم "وداع الفجر" مع شادية وكمال الشناوي، وكان دوره قريبا من وظيفته العسكرية في الوقت ذاته، حيث قدم دورا لقائد بالقوات الجوية يخطط مع طياريه "أبطال الفيلم" خطة لقصف أهداف العدو. وفي العالم العربي هناك عدد من الفنانين عبروا عن رغبتهم في الترشح للرئاسة، من بينهم المخرج المصري خالد يوسف عام 2014، وإن كان تراجع عن الأمر في الانتخابات التي فاز بها الرئيس عبدالفتاح السيسي.