أكد خبراء أمنيون ونفسيون أن التأثير النفسي والأيديولوجي على الإرهابيين الذين أصبحوا أدوات تفجير في أيدي الجماعات الضالة مر بمراحل متدرجة حتى وصل لقمته بإقناع الانتحاريين على تفجير أنفسهم داخل المساجد. وقال الباحث النفسي بجامعة أم القرى الدكتور فهد شرف الزهراني إن الأحداث المؤلمة التي نشهدها اليوم ووصلت إلى بيوت الله جاءت نتيجة فكر متشدد متدرج في إقناع الفئة الإرهابية بالقيام بأعمال لا يقبلها أي دين ولا عقل ولا منطق. وأضاف أن ربط المشهد من الجانب النفسي بقوة التأثير الأيديولوجي الذي يعطل العقل لدى من يقوم بمثل هذه الجرائم، بعد أن تم تملكه من قبل المؤدلجين ووصل إلى مراحلة متقدم من الاقتناع بأفكار دموية لا يمكن الوصول إليها إلا بقوة تأثير هائلة استطاعت أن تقنع المفجر بقتل نفسه داخل بيت من بيوت الله ليهلك من فيه من المسلمين. تنظيم فكري منظم وأشار إلى أن هذه النتيجة المذهلة لهذه الأيديولوجيا هي حصيلة تدريج فكري منظم؛ فحين يُنقل الإرهابيون من مرحلة تقبل "قتل الكفار" في زمن ما إلى مرحلة تقبل قتل المسلم ثم مرحلة تقبل فكرة الانتحار وإزهاق روح المسلم، ثم أخيرا الانتحار وقتل المسلم في بيت من بيوت الله، وهذه سلسلة تنظيم فكري منظم بدرجة تعطي مؤشرات على أهمية إعادة دراسة هذا الفكر مجدداً وإعادة طريقتنا في التعامل معه. إلى ذلك، قال الخبير الأمني اللواء م يحي بن سرور الزايدي إن الملاحقات الأمنية لعناصر الفكر الضال سجلت نجاحا كبيرا خلال السنوات الأخيرة الأمر الذي دعا عناصره إلى التوجه إلى أساليب غير متوقعة من خلال تفجير المساجد، وأوضح أنه لا يمكن أن يتقبل العقل المسلم هذه الجرائم بحق الدين وبحق الإسلام، فإذا كان المسلم يتحرز من دم أخيه فكيف يتم إقناع هؤلاء بانتهاك الدماء المعصومة وقتل أنفسهم داخل بيوت الله. وأشار الزايدي إلى أن وزارة الداخلية السعودية تتعامل مع ملف الإرهاب باحتراف كبير وهذا ساهم في دحر الإرهاب وإحباط كثير من العمليات الإرهابية، وجعل الإرهابيين يتجهون لتفجير المساجد، وهذا وإن كان مؤلما إلا أنه بمثابة تعرية لحملة الفكر الضال الذين لا يفرقون بين مسلم وغير مسلم ولا مسجد أو غيره. تدرج إقناع الانتحاريين * قتل الكفار * إزهاق أرواح المسلمين من أجل قتل المستأمنين والذميين * الانتحار من أجل قتل المستأمنين * التفجير داخل المسجد لقتل المسلمين