انتشر بين الشباب في الآونة الأخيرة تعاطي ما يسمى شعبياً ب "غاز الضحك"، والذي يصيب من يستنشقه بحالة هستيرية من الضحك المتواصل تفقده السيطرة على نفسه فيسقط مغشياً عليه، فضلاً عن تعرضه إلى خطر الإصابة بالشلل الدماغي التام. يتكون هذا الغاز من "أكسيد النيتروز"، وهو مركب كيميائي يتكون من عدة مواد مختلفة كأكسيد النتروجين، وهو عديم اللون، ويتميز برائحة ومذاق حلو قليلاً، ويستخدم في أغراض متعددة سواء في الأمور الطبية أو في مسائل الطبخ، كما أنه يؤكسد بشكل قوي لاستخدامه في الصواريخ وفي بعض محركات السيارات التي تستخدم في سباقات السرعة، كما أنه يستخدم في صناعة الأكياس البلاستيكية التي تحفظ الأطعمة. يشار إلى أن الغاز محظور استخدامه في الولاياتالمتحدة، إلا أنه متوفر في الأسواق المركزية والاستهلاكية بالمملكة، كما يسهل شراؤه إلكترونياً بسعر لا يتجاوز (12 دولارا)، عبر الإنترنت. وقد حذرت الصيدلانية الإكلينيكية في مركز الملك فهد لأمراض وجراحة القلب واستشارية السموم في مركز التثقيف الصحي بالمستشفى الجامعي بجامعة الملك سعود بالرياض فخر الأيوبي، من التصرف المتهور الذي يقدم عليه الشباب في استخدام هذا الغاز. موضحة أن الاستخدام الطبي لغاز أكسيد النيتروز، محصور بمعايير عالمية، وأنه يجب أن تكون نسبة الأوكسجين قرابة ال 30% مع 70% من غاز أكسيد النتيروز، وهو ما يعتبر أمراً سليماً لا يشكل خطراً. أما ما يحصل مع الشباب فهو أنهم يأخذون هذا الغاز بشكل مركز بنسبة 100% وهو ما يشكل خطراً كبيراً على صحتهم حيث إن مستقبلات الألم والخوف في الدماغ تتعرض لنوع من التغييب، ولذلك يشعر من يستنشق هذا الغاز بنوع من الهلوسة، فضلاً عن تعرض الخلايا الدماغية للتلف، مما يسبب شللاً دماغياً غير رجعي لا يمكن علاجه مطلقاً. وقد حاولت "الوطن" استطلاع رأي إدارة مكافحة المخدرات بشأن هذه المادة، إلا أن متحدثاً أوضح أن هذه الغازات هي من اختصاص إدارة الدفاع المدني، وقد حاولت الصحيفة الاتصال بالمتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني المقدم منصور الدوسري، حتى لحظة الانتهاء من إعداد التقرير، إلا أن هاتفه كان مغلقاً.