قال الشاعر والمترجم اللبناني إسكندر حبش إن هناك تراجعا في كتابة الشعر الموزون واختفاء لشعراء القصيدة الكلاسيكية، مع تقدم قصيدة النثر، لما تتيحه من حرية كبيرة في التعبير كونها غير محددة بوزن أو قافية. وهذا ما أكدته تجربتي حيث أتاحت لي قصيدة النثر كتابة ما أريد على طريقتي. تغيير حقيقي وأضاف حبش في حديثه إلى "الوطن": شعراء قصيدة النثر أحدثوا تغييرا حقيقيا في الشعر المعاصر، بعد أن قدموا أسلوبا أدبيا جديدا يختلف عن رواسب الحياة الماضية. كما لعبت الحياة الحديثة دورا مفصليا في تطوير الشعر والثقافة العربية المتقدمة التي تبحث عن أسباب وجود أخرى، ساهمت في تطوير الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص مع انسحاب الأيديولوجيا من الشعر الذي لم يعد مرتبطا بخطاب سياسي محدد أو بوقا لأي حزب سياسي، بل أصبح كائنا مستقلا بذاته." ويعد إسكندر حبش من الشعراء اللبنانيين والعرب الأكثر حظا من ناحية ترجمة أعماله الشعرية إلى لغات أخرى، الأمر الذي أرجعه إلى علاقته الجيدة بشعراء أوروبيين، كون "العلاقات الشخصية تتحكم أحيانا في ترجمة الشعر" على حد تعبيره. أيضا تميز حبش في الوسط الثقافي اللبناني كمترجم صاحب باع طويل في الشعر والقصة، خصوصا أنه يترجم فقط الأعمال التي يحب إعادة كتابتها باللغة العربية. ويختصر علاقته بالترجمة كما يلي: "إنها الكتابة بأقلام الآخرين. أترجم النص الذي أحبه بغض النظر إن وجد طريقة إلى النشر أم لا!" دعوة للترجمة ويدعو حبش إلى ترجمة أمهات الكتب التي ربما قد تساعد في إنشاء نهضة ما في عالمنا العربي. وعلى كل كاتب أن يكون صاحب قضية ما كبيرة كانت أو صغيرة. ويحمل حبش في جعبته مشاريع ثقافية كثيرة، ويرى أن لكل حقبة تاريخية روادها خصوصا في مجال الشعر الذي تطور بالنسبة بشكل ملحوظ منذ أربعينيات القرن العشرين بالتوازي مع ظهور أسلوب جديد يعبر عن أفكار الشعراء. يقول: "هناك مفهوم جديد للكتابة الشعرية والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، لأن الحياة تطورت بشكل سريع. من هنا لا يستطيع الأدب أن يتوقف عند أسلوب محدد.