يبدو أننا لا نجيد الاحتفاء بلغتنا العربية.. لغة القرآن والأدب والشعر والنثر والسحر والبيان.. تلك اللغة التي لا نقيم لها وزنا بيننا غير يوم في السنة.. احتفاء تنظير لا نجد له أثرا في الواقع.. رغم بريق الشعار الذي اختارته الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية التابعة لليونيسكو هذا العام بعنوان "دور الإعلام في تقوية اللغة العربية أو إضعافها"، وأسلوب التشدَّق أمام شاشات العالم ووسائل الإعلام، متناسين أن اللغة هي الهوية والتراث والتاريخ والجغرافيا والحضارة والتقدم.. هي مدلولات الإنسانية والمكانية..! هذه اللغة باتت عالمية يجب أن نعيشها واقعا في حياتنا بدلا من التنظير الذي ألقى ببردته المرقَّعة على وجه المؤتمرات وورشات العمل والندوات. وإذا ما نظرنا إلى حالنا مع العربية سنجد مناهجنا التعليمية الهشة المصابة بحالة فصام حاد، مناهجنا وإن طرأ عليها بعض التغيير مؤخرا إلا أنها دون المستوى، ففي ظل التقنية الحديثة وجمود اللغة وتقعيدها غدت وكأنها قوالب أسمنتية لا تمت للجمال بصلة.. وخرج لدينا جيل لا يتذوق الأدب بل لا يشعر بقيمته وجماله، خرج لنا جيل أكمل المرحلة الثانوية لا يجيد قراءة قصيدة، أو تحبير خطاب بسيط، فأي جلال للغة امتهنته أذواق لا تمت للأدب بصلة؟! فضلا عن لوحاتنا المكلومة بالأخطاء اللغوية والنحوية.