أعلن أعضاء من الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة أمس أن الغارات الروسية في سورية ستؤدي إلى تصعيد النزاع في هذا البلد، ودعوا موسكو إلى التوقف فورا عن استهداف مقاتلي المعارضة السورية. وجاء في بيان مشترك أصدرته سبع دول من بينها المملكة العربية السعودية، وتركيا، والولاياتالمتحدة، ونشر على موقع وزارة الخارجية الأميركية، أن هذه الأعمال العسكرية ستؤدي إلى تصعيد أكبر، وستزيد من التطرف والأصولية. وأضاف البيان "نعرب عن قلقنا العميق فيما يتعلق بالحشد العسكري الروسي في سورية، خاصة هجمات سلاح الجو الروسي في حماة، وحمص، وإدلب، منذ أول من أمس، التي أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين ولم تستهدف تنظيم داعش". استهداف الجيش الحر في الغضون، اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، روسيا باستهدف مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بضرباتها الجوية، بهدف دعم نظام الأسد. وقال في تصريحات صحفية: "العملية برمتها تستهدف مواقع الجيش السوري الحر". من ناحية ثانية، توقع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي "الدوما"، أليكسي بوشكوف أمس، استمرار حملة موسكو الجوية في سورية ثلاثة أو أربعة أشهر. وفيما أشار بوشكوف إلى أن الضربات استهدفت تنظيم داعش، ذكرت تقارير أنها ركزت على معارضين لنظام الأسد. وقالت مصادر أميركية إن الروس قصفوا بالفعل جماعة تدعمها الولاياتالمتحدة، وتلقى بعض أفرادها تدريبا ودعما من وكالة المخابرات المركزية الأميركية. وفي السياق، أجرى مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية محادثات مع مسؤولين عسكريين روس أول من أمس، في اليوم الثاني من الغارات الجوية الروسية في سورية، وذلك لتفادي حصول تصادم في المجال الجوي السوري أثناء الغارات التي يشنها التحالف الدولي، لكن لم يتضح بعد إن كانت تلك المحادثات أفضت إلى نتيجة أم لا. وأعلن المتحدث باسم البنتاجون، بيتر كوك، أن مسؤولين من الوزارة تباحثوا مع نظرائهم الروس لمدة ساعة في اتصال عبر الدائرة المغلقة، وقال "كنا واضحين جدا أن الأولوية يجب أن تكون ضمان سلامة عمليات الطواقم الجوية فوق سورية". ضرب المدنيين من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن سبعة مدنيين على الأقل، بينهم طفلان، قتلوا في غارات روسية أول من أمس، على محافظة إدلب، وأضاف أن طائرة بدون طيار قصفت هدفا لتنظيم داعش قرب مدينة الرقة السورية. إلى ذلك، قالت تقارير إن الغارات الروسية استهدفت مواقع تخضع لسيطرة المعارضة السورية شمالي حمص، مثل مدينتي تلبيسة والرستن، وبلدات مكرمية والزعفرانية، إضافة إلى منطقة اللطامنة شمالي محافظة حماة، وأنها تسببت في مقتل 32 مدنيا على الأقل وجرح 200 آخرين، لافتة إلى أن هذه الغارات تستهدف تأمين خط دمشق - اللاذقية بيد النظام، وذلك من خلال استهداف تلك العمليات المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر. الائتلاف: نكافح استبداد النظام والاحتلال المزدوج قال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة "إن العدوان العسكري الروسي على سورية إلى جانب الوجود الإيراني، حوّل الثورة السورية من مرحلة الكفاح ضد نظام مستبد، إلى مرحلة تحرر وطني ضد احتلال روسي إيراني مزدوج. وأضاف في تصريحات صحفية بإسطنبول أمس، أن قوى الثورة السورية ستعيد النظر في قواعد التعامل بعد العدوان الروسي المباشر، مشيرا إلى أن روسيا بتدخلها العسكري المباشر في سورية، وقصفها ريفي حمص وحماة، بالتنسيق المباشر مع نظام الأسد، تفعل ما يفعله النظام منذ أربع سنوات، بقصفه المدنيين العزل والأطفال، وهي تناقض نفسها بالزعم أن تدخلها لاستهداف تنظيم داعش". وأشار العبدة إلى أن العدوان الروسي يقوِّض مسار الحل السياسي في سورية، ويعيده إلى نقطة البداية، لافتا إلى أنه "يجب على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته والتدخل لإيقاف العدوان والعودة إلى مسار الحل السياسي". جاء ذلك فيما دعت حركة العمل الوطني من أجل سورية في بيان -حصلت "الوطن" على نسخة منه- إلى المشاركة مع كافة قوى الثورة السورية لإعلان نفير وطني في وجه احتلال غاشم يستهدف السوريين جميعا، ويسعى إلى تهجيرهم من أرضهم، وتوطين مرتزقة مكانهم، ضمن مخطط تقسيم سورية لحساب المحتلين الغاصبين. وحثت الحركة قوى الثورة والمعارضة على بناء جبهة متحدة سياسيا وعسكريا وثوريا لمواجهة الهجمة التي يتعرض لها الشعب، والعمل على التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة التي رفعت الصوت في وجه العدوان الروسي والغزو الإيراني.