شن مئات المسلحين التابعين لحركة طالبان الأفغانية هجوما مكثفا أمس من ثلاثة اتجاهات على مدينة قندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه في الشمال الأفغاني، وتمكنت من الاستيلاء على مجمعات حكومية خلال ساعات من المواجهات. ولم تتضح على الفور الحصيلة الرسمية للمواجهات الشديدة والضارية التي استمرت ساعات بين الطرفين. لكن تقارير إعلامية أفادت بمقتل وإصابة العشرات بين الجانبين والمدنيين، وأن الوضع لا يزال متدهورا في المدينة، فيما أعلنت مصادر الحركة عن استيلائها على مستشفى حكومي كبير، ومنشآت حكومية، وتحكمها في الوضع بكثير من المناطق في المدينة. كما أكد مسؤول في الشرطة الأفغاني-رفض الكشف عن اسمه- وقوع المستشفى الحكومي وبعض المباني في أيدي مسلحي طالبان، مشيرا إلى أن الهجوم على المدينة الاستراتيجية في الشمال الأفغاني هو الثاني من نوعه هذا العام. وفيما أكد المتحدث باسم شرطة الإقليم، سيد سرور حسيني، في تصريحات صحفية، أن طالبان هاجمت المدينة من اتجاهات عدة في الساعات الأولى من صباح أمس، قال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، إن مسلحي الحركة شنوا هجوما شرسا من ثلاثة اتجاهات على المدينة، واستولوا على مبان حكومية، وقتلوا العشرات من القوات الأفغانية. وأفادت الأنباء الواردة من المنطقة بأن 21 شخصا من المدنيين قتلوا في الاشتباكات مع طالبان، بينما لقي 13 من المسلحين حتفهم. وتعد ولاية قندوز الواقعة في شمال شرق أفغانستان منطقة استراتيجية، حيث تضم طرقا رئيسة تربط بين وسط أفغانستان وشمالها، من بينها طريق يؤدي إلى العاصمة كابل. وجاء الهجوم الأخير غداة هجوم أكثر من 300 من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي على نقاط مواقع القوات الأفغانية في محافظة ننجرهار المتاخمة للحدود مع باكستان، حيث أكد مسؤولون محليون أن 60 من مسلحي التنظيم لقوا حتفهم. ويعد اختراق عاصمة أحد الأقاليم تطورا خطيرا في مسار الأحداث التي تشهدها أفغانستان منذ 14 عاما، في الوقت الذي تخوض القوات الأفغانية معارك ضارية مع طالبان في معظم الأراضي التي كانت سيطرت عليها سابقا.