استقرت لجان تحكيم الدورة الثامنة لجائزة كتاب العام التي ينظمها نادي الرياض الأدبي سنويا بتمويل مالي من بنك الرياض، على اسمين أكاديميين من أصل 50 مؤلفا تنافسوا على الجائزة ، وهو ما يؤكد سيطرة الأكاديميين على الجائزة خلال دوراتها المختلفة، إذ ذهبت لسبعة فائزين من أصل 11 فائزا. وكان أدبي الرياض أعلن أمس عن فوز كتاب "صناعة المخطوطات في نجد" للدكتور عبدالله المنيف وكتاب "البطل الضد في شعر الصعاليك" للدكتورة هند المطيري. وقد أبرز كتاب المنيف الحركة العلمية في نجد، مثل الرحلات، والتعليم، والتأليف، والنسخ، وتناولت طرق تداول المخطوطات النجدية، مثل النسخ والاستكتاب، والشراء والبيع والإهداء والإرث. ويعتبر الكتاب دراسة لمرحلة الدكتوراه التي حصل عليها من جامعة الملك سعود، وتوصل خلالها إلى نتائج تفصيلية تتعلق بجزيئات البحث ومباحثه، وأوصت لجنة منح الدكتوراه إلى توسيع البحث وتوثيقه بدراسات مستقبلية، ووضع فهارس شاملة للمخطوطات النجدية ومعرفة مآلها ورصدها. وقال المنيف في تصريح إلى "الوطن": لا شك أنني أعتز بهذه الجائزة التي أعتبرها مختلفة عن الجوائز الأخرى لمرورها بعدة مراحل تحكيمية تبين نزاهة اللجنة المعنية بتحكيم الكتب. أما كتاب الدكتورة هند المطيري فهو أطروحة قدمت لنيل درجة الدكتوراه في فلسفة اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب بجامعة الملك سعود عام 1434. والكتاب يحمل عنوان (البطل الضد في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية)، ويقع في ثلاثة أجزاء، ويدرس شعر الصعاليك (تأبط شرا، عروة بن الورد، الشنفرى)، وهو دراسة أسلوبية وظيفية، ترتكز على النظر في استخدامات الشعراء اللغوية بوصفها وسائط للتعبير، لها وظائف سياقية وتأويلية. وقد عدّ هذا الكتاب من أوائل الكتب التي درست القيمة الاجتماعية للصعلكة في الجزيرة العربية وفي ثقافة المجتمع الجاهلي، كما أنه الأول الذي ينظر في (بطل الظل)، ذاك البطل الذي يحمل الرقم اثنين دائما، ويتوارى خلف البطل الرئيس صاحب الرقم واحد، ومع ذلك يظل وجوده فاعلا ووظيفيا، لا يمكن أن تتحقق بطولة البطل الرئيس بدونه وتقول المطيري في حديثها إلى "الوطن": أنا في غاية السعادة لحصولي على الجائزة، كونها تقدم من نادي الرياض الأدبي، النادي الرائد في الاحتفاء بالثقافة والأدب وبالبحث العلمي. وأضافت: الجوائز التي تمنحها الأندية للكتب كل عام مظهر من مظاهر التفاعل بين المبدعين والباحثين والأندية، وتلك ظاهرة صحية حتما، لأنها تدعم البحث والإبداع كليهما، وتجعل الأندية عند مسؤولياتها الثقافية والفكرية. من جانبه، كشف نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأمين العام للجائزة الدكتور صالح المحمود مسوغات ترشيح الكتابين من قبل اللجنة، وقال: تنافس على نيل الجائزة هذا العام أكثر من 50 كتابا، وكلها تنطبق عليها شروط الجائزة، وبعد استعراض تقارير المحكمين نال كتابا: "صناعة المخطوطات في نجد"، و"البطل الضد في شعر الصعاليك: دراسة أسلوبية وظيفية" أعلى الأصوات، نظرا لكونهما دراستين منهجيتين استوفتا شروط الجودة والدقة، مع العمق والإضافة المعرفية. وأشار المحمود إلى أن الفائزين سيكرمون في الحفل الذي سيقام لمنح الجائزة في مركز الملك فهد الثقافي أواخر هذا الشهر.