رغم الحوافز والتسهيلات التي تقدمها جمهورية الصين لاستقطاب أعداد كبيرة من الطلاب السعوديين للدراسة في جامعاتها، إلا أن نسبة الفرق في التبادل الأكاديمي بين البلدين بلغت طالبا صينيا واحدا مقابل ستة سعوديين. وكشفت الإحصاءات التي حصلت عليها "الوطن" أن الصين استقطبت نحو 1500 طالب سعودي، فيما لم يتجاوز عدد الطلاب القادمين من الصين إلى جامعات المملكة 270 طالبا، معظمهم يدرسون بمكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة. فتحت الصين آفاقا كبيرة للتعاون مع المملكة، خاصة في المجال الاقتصادي، إلا أنها في الأعوام الأخيرة ركزت على التعاون الثقافي، وبدأت محاولاتها لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب السعوديين كما تفعل الجامعات الأميركية التي استقطبت أكثر من 110 آلاف طالب سعودي، ولكنها لم تنجح إلا في استقطاب نحو 1500 طالب حتى الآن، فيما لم يتجاوز عدد الطلاب الصينيين في الجامعات السعودية 270 طالبا، معظمهم يدرسون في مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة، أي عن كل طالب صيني في المملكة هناك ستة طلاب سعوديون في الصين. استقطاب السعوديين ويبدو أن وزارة التربية والتعليم في الصين أصبحت تركز على استقطاب الطلاب السعوديين والعرب، إذ ذكرت صحيفة "بيبولز ديلي" الصينية أمس، أن نائبة وزير التربية والتعليم الصيني لين هوي تشينج، قالت خلال منتدى رؤساء الجامعات الصينية والعربية لعام 2015 الذي أقيم في 12 سبتمبر الحالي في نينجشيا، إن "التعاون الصيني- العربي في مجال التعليم العالي يشهد تطورا مستمرا، حيث تجاوز عدد الطلاب المبعوثين بين الصين والدول العربية 17 ألف شخص في العام الماضي، مسجلا نموا سريعا". التعاون الصيني العربي وأضافت لين هوي تشينج أنه في العام الماضي، بلغ العدد الإجمالي للطلاب العرب الذين يدرسون في الصين 14 ألف شخص، بزيادة قدرها 11.7%، في حين بلغ عدد الطلاب الصينيين الدارسين في الدول العربية 3500 شخص، بزيادة قدرها 33%. وقد فتحت حتى الآن 37 جامعة صينية تخصصا في اللغة العربية، وأنشأت الصين 11 معهد كونفوشيوس وثلاث محاضرات كونفوشيوس في تسع دول عربية. وفى إطار "مشاريع التعاون الصيني- العربي 20+20"، أجرت خمس جامعات في أربع دول عربية في شمال أفريقيا تعاونا مثمرا مع الجامعات الصينية، كما تقوم حكومات الأردن ومصر وغيرهما من الدول بالمشاورات الآن مع الجامعات الصينية لبناء جامعات فيها بصورة مشتركة. يذكر أن هناك أكثر من 100 شركة صينية تعمل في المملكة، إضافة إلى أن عدد الحجاج الصينيين يبلغ سنويا 11 ألفا. المجالات التقنية يشار إلى أنه بالنسبة للطلاب في السعودية والصين، لا تزال الجامعات الأميريكة هي الطموح لدى كثير من الطلاب والطالبات، خاصة في المجالات التقنية، ويقدر عدد الطلاب الصينيين الذي يدرسون في الولاياتالمتحدة بأكثر من 194 ألفا، إلا أن الاهتمام الأخير الذي توليه السلطات الحكومية في الجمهورية الصينية بالتعليم، خاصة فيما يتعلق بمجالات التكنولوجيا، دفع كثيرا من المتابعين إلى التوقع بأن تصبح هذه الدولة وجهة لكثير من الطلاب الدوليين، وذلك خلال العقدين المقبلين. كما توقعوا أن يحدث تطور كبير في هذه المجالات بشكل أكبر خلال الأعوام المقبلة، الأمر الذي سيسهم في ابتعاث كثير من السعوديين إلى الجامعات الصينية.