كشفت مصادر ميدانية وجود القيادي المتمرد، محمد يحيى الحوثي، وسط قتلى التفجير الذي استهدف في وقت متأخر أول من أمس مسجد المؤيد بصنعاء، مشيرة إلى أنه ابن عم زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي الذي ما إن علم بمقتل قريبه حتى سارع إلى إصدار قرار لميليشياته بشن حملة واسعة لاعتقال واختطاف كل المشتبه بدعمهم للشرعية في اليمن. وقال شهود عيان إن أعدادا كبيرة من مسلحي الجماعة المتمردة نفذوا أمس حملة اختطافات طالت العشرات في كثير من أحياء صنعاء، لا سيما الستين، والحصبة، وشملان، مشيرين إلى أن حالة من الهلع تسود وسط الأهالي، خوفا من ردة الفعل الحوثية الانتقامية بعد حادثة التفجير. وكانت مئات العائلات استبقت بدء معركة تحرير صنعاء بمغادرتها، وشوهدت سيارات تحمل آلاف اليمنيين التي غادرت العاصمة، لا سيما بعد انتشار ميليشيات التمرد في شوارعها، وهم مدججون بالسلاح، بعد أن أعلنت قيادة التحالف العربي قرب المعركة النهائية. بدوره، أعلن تنظيم داعش أمس مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 70 آخرين، وقال التنظيم في بيان نشره على موقع تويتر، إن انتحاريا يدعى قصي الصنعاني فجر نفسه وسط المسجد الكائن بحي الجراف الغربي، كما استهدف آخر بتفجير سيارة كانت تقف إلى جوار المسجد، جموع المسعفين التي هرعت لمساعدة المصابين. وأشار مصدر طبي إلى أن حصيلة القتلى مرشحة بقوة للازدياد، نسبة لوجود عشرات الجرحى المصابين بإصابات بالغة، لافتا إلى أن مستشفيات صنعاء غير قادرة على توفير العناية الطبية اللازمة للمصابين، بسبب انعدام المعينات الطبية والأدوية اللازمة. في الغضون، أكد شهود عيان أن أعدادا كبيرة من الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية التابعة لقوات الشرعية، تشق في الوقت الراهن طريقها باتجاه صنعاء، لإسقاط الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وبسط السيطرة على كامل أراضي البلاد، بما فيها محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي. من جانبه، أكد السكرتير الصحفي بمكتب رئاسة الجمهورية مختار الرحبي، في تصريحات صحفية، أن الرئيس عبدربه منصور هادي، عقد العزم على بدء عملية تحرير العاصمة صنعاء، وأنه التقى بمستشاريه خلال الأيام الماضية، إذ تمت مناقشة خطة استعادة صنعاء. وأضاف أن "الرئيس هادي أكد في أكثر من مناسبة أن عملية السهم الذهبي لن تقف في منطقة محددة، وستستمر حتى يتم تحرير كل مناطق الجمهورية، وتعود صعدة وبقية المحافظات إلى حضن الدولة، وستكون عملية تحرير صنعاء مفاجئة للجميع وسيسقط الانقلاب الحوثي".