كشفت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن الأقمار الصناعية السعودية التي أطلقتها المدينة ويبلغ عددها 12 قمرا صناعياً بداية بالقمرين الصناعيين اللذين تم إطلاقهما في عام 2000 وتم تشغيلهما حتى شهر سبتمبر 2003، ومن ثم إطلاق القمر "سعودي سات" الذي لا يزال قيد التشغيل، وتستفيد منه جهات عالمية في مجال الاتصالات. وأشارت إلى أنه في عامي 2004 و2005 تم إطلاق قمرين آخرين تم تشغيلهما بنجاح، تبعتهم ستة أقمار اصطناعية أطلقت عام 2006، ثم القمر الاصطناعي الذي تم إطلاقه عام 2007 ويعمل على مدار الساعة، حيث يلتقط صورا فضائية دقيقة. ويركز هذا القمر على أبحاث الفضاء الخارجي، ويمكن أن تستفيد جهات عديدة في القطاع الخاص والحكومي من معطيات هذا القمر. ذكر ذلك نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود في ورقة العمل التي قدمها في افتتاح أعمال المؤتمر السعودي الدولي للفضاء والطيران الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا"، والذي تستمر فعالياته يومين ويختتم اليوم. واستعرض الدكتور تركي للحضور نموذجا من الاستفادة من القمر الصناعي الذي تم إطلاقه عام 2007 من خلال التقاطه صورة أقمار صناعية لمقر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول عام 2007 قبل البدء في إنشائها، وصورة أخرى للجامعة بعد اكتمال إنشائها، مبينا أن الصور قدمت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وقت سابق. ثلاث جلسات وافتتح المؤتمر أمس بثلاث جلسات، كانت لغتها بالإنجليزية، ففي الجلسة الرئيسية ألقى رئيس المدينة الدكتور محمد السويل كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين على الدعم الكبير الذي تلقاه المدينة، ودعمه ورعايته حفظه الله لهذا المؤتمر العلمي. وكشف رئيس وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" الجنرال تشارلز بولدن عن أن هناك حوالي أربعين ألف اتفاقية تم توقيعها مع 140 دولة، أسفرت عن فوائد جمة لجميع الأطراف، حيث تم إنجاز خمسين في المئة من هذه الاتفاقيات، مشيرا إلى أن هناك 36 عالم فضاء من 15 دولة شاركوا في رحلات مكوكية إلى الفضاء، معربا عن أمله في زيادة فرص التعاون الدولي، وتطرق إلى المجالات العلمية البحثية الحديثة التي تعمل عليها ناسا وتهتم بها. وأعطى عرضا لاستراتيجية وتطوير الاتجاهات التقنية للفضاء والطيران في وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" حيث تحدث عن التطورات التي مرت بها ناسا منذ عام 1998، وسياسة ناسا منذ أن تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئاسة واهتمامه الشخصي بتعزيز المشاركة العلمية لوكالة ناسا مع كافة المؤسسات العلمية في دول العالم. وأوضح الجنرال تشارلز بولدن أن وكالة ناسا تعتمد على شركاء غير تقليديين في مجال العلوم الفضائية، وتسعى لتوسيع مجالات البحث لمعرفة المناخ المحيط بالكرة الأرضية والمنظومة الشمسية، وهي تشجع الجهات العلمية للمضي قدما في مجالات أبحاث الفضاء. سلطان بن سلمان يتذكر وتناولت ورقة العمل الثانية بالمؤتمر ذكريات الأمير سلطان بن سلمان رائد الفضاء عن الرحلة الفضائية التاريخية "STS 51 – G" التي قام بها عام 1985 ضمن طاقم الرحلة على مكوك الفضاء ديسكوفري، وأبرز مشاهداته وانطباعاته خلال تلك الرحلة التي تعد الأولى لرائد فضاء عربي مسلم. وأشار إلى قصة مشاهدة هلال رمضان في تلك الرحلة بقوله: "الرحلة كانت ممتعة وأعضاء الرحلة جعلوا حياتي سهلة، وتمكنت من مشاهدة هلال رمضان وكان لا بد من تعويض ذلك اليوم الذي أفطرنا فيه، وقدم لي الدكتور جورجابي التمر، وقال لي انتهى رمضان ولا بد أن تفطر، وانتظرت ست ساعات، ولم نفطر مع المملكة بسبب فارق التوقيت". وأضاف: أنه عند عودة الفريق إلى الأرض وقدومه إلى المملكة تلقى ترحيبا بالغا من المسؤولين والمواطنين على المهمة التاريخية التي تم إنجازها، والسبق العلمي الذي حققته المملكة بين دول المنطقة، كاشفا عن كتاب يصدر قريبا يرصد المناسبة، يتضمن وثائق وشهادات ترصد أهم الملاحظات خلال الرحلة. إلى ذلك، وعلى هامش أعمال المؤتمر، وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اتفاقيتين مع وكالة الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" تقضي بتعاون الجهتين في مجال جيوديسيا الفضاء والآيرونت، كما تم التوقيع على مذكرة نوايا بين الجهتين في مجال الفضاء والطيران.