يجسد "قصر سعدان" التراث العمراني لمنطقة نجران، ويعبر عن نمط المباني الطينية التي يعود بعضها إلى أكثر من ثلاثة قرون، بشكلها الطيني وحوافّها البيضاء المزخرفة، بالإضافة إلى "قرية آل منجم التراثية" التي يعود تاريخها إلى أكثر من 260 سنة، وتشتمل على سبعة مبان طينية محاطة بسور كبير، و"قصر آل سدران" العائد تاريخه لقرابة 200 عام الواقع في قرية آل سدران والمكون من سبعة طوابق. وبني "قصر سعدان" أو قصر العان على جبل العان عام 1100ه، على أساسات من الحجر، ويتكون من أربعة طوابق على طراز البناء النجراني القديم الذي تميزه المباني الطينية التي تمثل هوية المجتمع النجراني، وقيمه، وتقاليده التي يعكس تفاصيلها الظاهرية الشكل العمراني لهذه المباني أثناء القرون السابقة، طبقا لصالح بن محمد آل سدران الذي يشير إلى أن قصر آل سدران تم ترميمه عام 1427 بطريقة تحافظ على شكله وغرفه وممراته وطوابقه السبعة، فضلا عن زخرفته القديمة، حيث اقتصر الترميم على تقويته وإعادة بناء أجزاء متهالكة فقط. من جانبه، قال أمين منطقة نجران المهندس فارس بن مياح الشفق إن أمانة المنطقة تسعى من خلال برامجها وخططها كشريك رئيس في الحفاظ على التراث العمراني، إلى تهيئة القرى والمباني الطينية القديمة، وإيصال الخدمات البلدية إليها، بحيث تتوافق مع خطوات الترميم والتشغيل لتكون معلما حضاريا للمنطقة، ووجهة سياحية لزوار المنطقة. وأكد على أن الأمانة تسعى إلى التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لتفعيل مشاريع الحفاظ على التراث العمراني في نجران، والمحافظات التابعة لها، انطلاقا من الواجب الوطني، وتحقيقا لتوجهات القيادة الرشيدة في الاهتمام بتراث وموروث الإنسان والمكان في أرجاء بلادنا الضاربة في التاريخ والحضارة. من جهته، قدم المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة نجران صالح بن محمد آل مريح شكره وتقديره لملاك المباني التراثية في منطقة نجران على جهودهم وحرصهم وتفاعلهم مع مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي يقودها الأمير سلطان بن سلمان، ومتابعة وتوجيهات سمو أمير منطقة نجران رئيس مجلس التنمية السياحية. وبين أن القرى التراثية والمباني الطينية القديمة في المنطقة أصبحت من المحطات السياحية الجاذبة في المنطقة.