أعلنت الحكومة اليمنية مساء أمس تعز "محافظة منكوبة"، إثر المجازر المروعة والوحشية التي يتعرض لها المدنيون بشكل شبه يومي على أيدي ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع صالح. ووجهت الحكومة نداء عاجلا للمجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن للتدخل الفوري وإنقاذ المدنيين من حرب الإبادة التي يتعرضون لها بسبب القصف العشوائي على الأحياء المدنية. وناشد البيان المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والتدخل العاجل لوقف المجازر بحق المدنيين بعد أن أوغلت الميليشيا الانقلابية في إجرامها بحق المدنيين، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات الدولية، التي تؤكد على حماية المدنيين أثناء الحروب. تشييع الضحايا بدوره، قال وزير حقوق الإنسان الدكتور عزالدين الأصبحي "هذه الجرائم المتعمدة لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وهي ترقى إلى كونها جرائم ضد الإنسانية"، مشيرا إلى أن حكومته سوف تقدم رسالة إلى مجلس الأمن في نيويورك، وكذلك للمفوض السامي لحقوق الإنسان بجنيف. وتتعرض غالبية أحياء المدينة إلى حملات قصف وحشي مكثف بين الفينة والأخرى، كان آخرها المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات بقصفها لمنازل سكينة في حي ديلوكس مساء أول من أمس، وأسفر عن استشهاد تسع نساء وعشرات المصابين بينهم نساء وأطفال. إلى ذلك، شيع أبناء تعز أمس ضحايا مجازر الحوثي وقوات صالح بحق المدنيين، وسار المئات من أبناء المدينة خلف النعوش في مسيرة حزينة، سرعان ما تحولت بعد انتهاء مراسم الدفن إلى تظاهرة حاشدة، دان المشاركون فيها استمرار المجازر بحق المدنيين، ودعوا المقاومة إلى تجاوز خلافاتها والتصدي للانقلابيين، وإكمال عملية تحرير المحافظة. كما أبدى مئات الشبان استعدادهم للانخراط في صفوف المقاومة الشعبية، والالتحاق بمعسكرات التدريب للإسهام في الذود عن محافظتهم. قصف مركز في سياق ميداني، تصدى الثوار أمس لميليشيات الإرهابيين في أكثر من جبهة وكبدتهم خسائر فادحة. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن اشتباكات عنيفة دارت في أحياء الضباب والجمهوري، أسفرت عن مصرع 18 متمردا وإصابة 22 آخرين، كما استولى الثوار على طقمين عسكريين تابعين للميليشيات وأحرقوا أطقما أخرى. كما شنت طائرات التحالف غارات عنيفة على مواقع الانقلابيين في الحوبان على المدخل الشرقي لتعز. وكان رئيس المجلس العسكري بتعز العميد ركن صادق سرحان، قد توعد الميليشيات برد قاس وقوي، جراء القصف العشوائي الذي تشنه على الأحياء السكنية. وقال في تصريحات صحفية "الميليشيات تعيش أيامها الأخيرة، وباتت على وشك السقوط. والأيام القليلة القادمة ستشهد تحركات لتحرير ما تبقى من المدينة وستحمل انتصارات وتحولات تصب في صالح تعز والوطن بأكمله".