تسارعت الاتصالات السياسية في لبنان أمس، بعدما شهدت العاصمة بيروت خلال الأيام الماضية تظاهرات عارمة، وأحداث عنف تسببت في مقتل البعض وإصابة العشرات بجروح وصفت بعضها بأنها حرجة، في وقت دعت فيه دولة الكويت ومملكة البحرين مواطنيهما إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الراهن، التي قد يستغلها البعض لارتكاب أعمال خطف إجرامية. وجرت اتصالات رفيعة المستوى شملت الرؤساء اللبنانيين، نبيه برّي، وتمام سلام، وسعد الحريري، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، توصلت إلى نشر قوات كافية من الجيش خلال ساعات الليل في مناطق الاضطراب وسط بيروت لصدّ المشاغبين، بعد اتصالات بين الرئيس سلام والوزير المشنوق وقائد الجيش، والمسارعة في فض عروض المناقصات بشأن النفايات. وتقديم موعد جلسة مجلس الوزراء من بعد غد إلى اليوم أو غد، وفقا لنتائج اجتماع فض العروض وضرورة استعادة التماسك بين القوى المكونة للحكومة للانتهاء من إقرار القرارات المهمة مثل بند النفايات، ولو عن طريق التصويت. وطالبت حكومة البحرين رعاياها بعدم الذهاب إلى لبنان. وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: نجدد دعوتنا للمواطنين البحرينيين بعدم السفر إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وذلك حرصا على أمنهم وسلامتهم، نظرا لما تشهده تلك البلاد من أوضاع أمنية غير مستقرة، كما ندعو المواطنين الموجودين في لبنان إلى المغادرة فورا. كما دعت الوزارة المواطنين البحرينيين إلى الاتصال بسفارة مملكة البحرين لدى الأردن في حال حدوث أي طارئ. بدورها أهابت سفارة دولة الكويت لدى لبنان بجميع المواطنين الكويتيين في لبنان بضرورة أخذ الحيطة والحذر بشكل عام والتواصل مع السفارة عند الضرورة. كما دعتهم إلى عدم الاستمرار بالبقاء في ظل هذه ظل الظروف الأمنية الحرجة التي يشهدها لبنان، حفاظا على أمنهم وسلامتهم، وأعربت السفارة عن تمنيها للبنان الشقيق دوام الأمن والاستقرار وعبور هذه المرحلة بسلام. تجدر الإشارة إلى أن بيروت تشهد منذ يومين احتجاجات على استمرار أزمة النفايات في لبنان، ووقعت صدامات بين القوى الأمنية والمعتصمين في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية، نتج عنها إصابة 71 عنصرا من قوى الأمن الداخلي و40 من المتظاهرين.