لم تقتصر الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين المتمردة وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، على عناصر المقاومة الشعبية، أو السكان المدنيين فقط، بل تواصلت لتشمل بعض المختلين عقليا والمصابين بأمراض نفسية. وأشار مواطنون في مدينة ذمار أمس إلى عثورهم على شاب معروف بأنه مختل عقلياً، بعد يومين من اختطافه من قبل الميليشيا الحوثية بالمحافظة، ليتم العثور عليه فيما بعد، وهو فاقد للوعي بعد تعرضه لتعذيب وحشي من قبل تلك الميليشيات. وقال شهود عيان إنهم رأوا مسلحين يستقلون طقما تابعا لقوى الانقلاب، وهم يقومون بإلقاء الشاب على قارعة الطريق في شارع رداع، قبل أن يستأنفوا سيرهم، غير عابئين بمصيره، حيث لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب به إلى أي مستشفى لتلقي العلاج. وأضافوا أنه عند اقترابهم من الشاب الذي يعرفونه جيدا، وجدوا أنه في حالة فقدان تام للوعي، وعلى جسمه حروق عميقة، وجروح كبيرة، بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض له، فقاموا بنقله إلى أحد مستشفيات المدينة، حيث يرقد في قسم العناية المركزة في حالة حرجة. وأشارت مصادر طبية من داخل المستشفى إلى أن الشاب في وضع صحي بالغ الصعوبة، بسبب إرغام المتمردين له على شرب مادة الأسيد، ما أصابه بأضرار بالغة الخطورة في معدته وأعضاء جسمه الداخلية. ونشر ناشطون على شبكة الإنترنت صورة الشاب، وأظهروا آثار الجروح والحروق على جسده، وتفاعل عدد كبير من أبناء المحافظة مع قصة الشاب الذي عاش بينهم سنوات طويلة، وهو على هذه الحالة، حيث استنكروا وحشية الإرهابيين الحوثيين، وأبدوا تعاطفهم مع الضحية وفتحوا بابا للتبرعات للتكفل بمصاريف علاجه. ودأبت الميليشيات الانقلابية على اختطاف كثير من المختلين عقليا والمشردين، بعد أن اتهمتهم بالعمل كجواسيس لصالح المقاومة الشعبية، واعتدت عليهم، حيث فارق بعضهم الحياة، بسبب قسوة التعذيب.