بدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان سلسلة إتصالات ومشاورات مع السعودية وسوريا بهدف احتواء الموقف المتوتر المتصاعد بين حزب الله والأكثرية وخصوصا تيار المستقبل على خلفية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وواصل حزب الله أمس على لسان النائب نواف الموسوي التصعيد والتهديد حيث قال إن "الوضع اللبناني ينتظر عود ثقاب ليشتعل"، لافتاً إلى أنه "في الشأن الداخلي نحن المعنيون، فإذا وقعت مشاكل نحن سنكون المتضررين، ومن هنا المطلوب أن يتعقّل المسؤولون وينتبهوا لما نحن مقبِلون عليه. وعلق القيادي في تيار المستقبل مصطفى علّوش، على الدعوة التي وجّهها نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الى رئيس الحكومة سعد الحريري بإجراء الاتصالات التي تؤدّي الى عدم توجيه الإتهام الى الحزب، قائلا إن "القضية لا تتعلّق بقرار أو برغبة الرئيس الحريري، فهذا القرار هو إتهامي وسيأتي مستنداً إلى الجرم والوقائع المادية والقرائن، وبالتالي الحريري ليس مخوّلاً ولا يملك القدرة على تغيير هذا المسار"، لافتاً إلى أن "ما يتكلّم عنه الشيخ قاسم هو أوهام دخلت بطريقة ما إلى عقول القيادات في حزب الله". وأبدى مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني قلقه الشديد من الوضع الحالي في لبنان، وقال "إن التهدئة مطلوبة والتعقل الوطني واجب وهو لمصلحة الشعب اللبناني". وحذّر من التصعيد "خشية الوقوع في فخ الفتنة الطائفية التي تدمر الوطن". ومن جهته رأى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أن "المطلوب هو ترجمة الانطباع وترجمة الإرادة السياسية التي قدِم من أجلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد إلى لبنان، على أرض الواقع"، مضيفًا "ليس العيب في أن يختلف السياسيون اللبنانيون فيما بينهم، فهذا طبيعي في لبنان، لكن العيب ألا يكون هناك توافق لمنع هذا الوطن من الدخول في نفق مظلم". وفي مداخلة تلفزيونية قال عسيري "المحكمة الدولية ليست في يد أحد، بل هي في يد مجلس الأمن الدولي وعلى اللبنانيين أن يجلسوا مع بعضهم وأن يُعدِّوا خطةً تخدم لبنان في كيفية التعاطي مع إفرازات أي قرار عن المحكمة سواء كان القرار الظنّي أو غيره، وسواء كان قراراً إيجابياً أو قراراً سلبياً". وسأل العسيري: "ما هو ذنب أبناء الشعب اللبناني أن يدخلوا في متاهات المحكمة وفي تجاذبات هذا الطرف السياسي أم ذاك"، لافتاً إلى أن "أكبر هدية تقدم لإسرائيل هي الصراع في لبنان".