أرى أن المعلم هو المنتدب الرسمي من التعليم للمجتمع، وهو ممثل ومجسد طموحاتها لأفراد المجتمع، وهو أيضا الحلقة الأخيرة والأهم لنقل ما تريد صنعه الدولة في الفرد المواطن، وبما أن أشهر المصانع وأقواها تعمل على جلب أمهر الأيدي العاملة وتدريبهم ليصبحوا حرفيين منتجين يصقلون ويبدعون المنتجات، فكذلك من الواجب على الدولة مراعاة حرفية المعلم ومهاراته فهو الذي يصقل أهم ما يملك الوطن ألا وهو الفرد. نجد أن أفضل المعلمين في وسطنا التعليمي هو من ينقل المادة العلمية والمعارف الموجودة في المقرر الدراسي، مع أنها موجودة في الكتاب وغير الكتاب، بمعنى أن المعلم المثالي كتاب متحدث بالمعرفة، ونحن نشكر كل معلم متمكن من المادة العلمية، ولكن هل هي محور التعليم وهل هي هدف التعليم الأساسي؟، كل دولة ترغب من خلال التعليم أن تصقل شخصية أفرادها بما يناسب توجهاتها وثقافتها وقيمها وطموحها، والتربية السليمة الصحيحة هي من الذي يصقل الشخصية والعلم والمعرفة كجزء من التربية وليست التربية، فالتربية هي التنمية والرعاية الشاملة لكل الوظائف الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية والجمالية.... الخ، وهي تهذيب للسلوك وتقويم للأخلاق، وأضرب مثالا رياضيا، اللاعب المحترف كثير ما يؤكدون على أهمية انضباطه في التمارين، ويركزون على الغذاء الصحي، إضافة إلى النوم المبكر... والخ. نحن أخذنا هنا بجميع الجوانب لنصنع محترفا متكاملا نفسيا وجسديا ومهاريا، فالتكامل مهم للإنجاز، نعود بمثال حي لموضوعنا، نظرتنا لمادة الفنية والتعبير والرياضة وكأنها مواد ترفيهية، وفترة نقاهة "تغيير جو الحصة لتصبح لعبا بالعامية" وللأسف هي النظرة السائدة حتى للمعلمين وإدارة المدرسة، فأين تنمية الجانب الوجداني والحس الإبداعي؟ وإذا كان المعلم تقليديا فلن ولن نغير من التعليم ومن المجتمع شيئا، الموضوع موضوع تغيير للفكر ولطريقته ولا نستطيع بمقال واحد سرد قصص ألف ليلة وليلة كاملة، أتمنى إتاحة فرص أخرى للمشاركة حول قضايا تعليمية.