ما إن حطت بعض المشجعات من المملكة والخليج رحالهن في ملعب مباراة السوبر التي جمعت بين الهلال والنصر في العاصمة البريطانية لندن مساء أول من أمس، حتى عادت تهمة التغريب الإعلامي إلى الواجهة من جديد. السبب في كل ذلك الحضور النسائي في أي مناسبة عامة تسلط عليها عدسات الكاميرات، ما دفع البعض إلى إشعال فتيل الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي ليلة المباراة. القناة الناقلة التابعة لمجموعة mbc كانت المتهم الأول بحسب تعبير كثيرين من رواد هذه المواقع الذين أكدوا أن القناة سلطت كاميراتها بكثرة على النساء في مدرجات الملعب، إلا أن السؤال التهكمي الذي وجهه أحدهم حمل تساؤلا ساخرا عما إذا كانت القناة أيضا هي من اشترت التذاكر وجلبت هؤلاء النساء إلى الملعب أيضا. حضور المشجعات حسب كثير من الإعلاميين شكل مادة إعلامية دسمة لاعتبارات ثقافية واجتماعية، إلا أن أحد الدعاة المعروفين لم يرق له هذا الأمر، فقال في تغريدة له قبل بداية المباراة "إنه لا يظن أن مسلمة من نساء بلاد الحرمين تظهر بالمظهر الذي انتشر، فالذي يظهر أنهن مستأجرات لغرض خبيث فلا يلتفت لهن". الطرف المؤيد لمثل هذه التغريدة استعجل في وضع هاشتاق مناسب لها بعنوان #فضيحة_السوبر_في_لندن، هاجموا فيه الحضور النسائي لهذه المباراة معتبرين أن ما حدث مؤامرة، وينم بشكل واضح عن رغبة القناة الناقلة في تغيير هوية المجتمع السعودي وغيرها من الاتهامات، بل إن بعضهم أظهر اللقطات التلفزيونية للمشجعات بالأرقام. في الطرف الآخر، جهز من يعارضون نظرية المؤامرة تلك قفازات الملاكمة على الأقل لتفادي الضربات، فظهر أحدهم وهو يقول "هذه ليست إلا فضيحة هؤلاء الذين زرعوا في عقول الناس أن الشبان ذئاب بشرية والفتيات ضحاياهم". وإلى مكان آخر، انتقلت القضية إلى أشخاص من خارج المملكة ليدلوا بآرائهم، ومنهم النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي وليد الطبطبائي الذي غرد قائلا "نقل المباراة إلى لندن وقيام mbc بالتركيز على الحضور النسائي ينبئنا بالهدف الخفي وهو تغريب المجتمع السعودي"، فلم ترد القناة على هذا الهجوم بل تكفل الفنان ناصر القصبي بالرد قائلا: "خلك في ديرتك يالطبطبائي محنا ناقصينك وحتى ديرتك عفستوها .. من يصدق أن أيقونة الخليج تصبح ما نراه اليوم إلا منك وطقتك".