ألقى وزير الثقافة والإعلام، عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الدكتور عادل الطريفي كلمة السوق، معلناً أن الحضارات الكبرى تتأسس وتنهض على امتداد التاريخ الثقافي وتنوعه وثرائه على مستوى التراث والعلم والثقافة، وها هي بلادنا الكريمة تأتي لتكون رائدة في الاهتمام بثقافتها وتراثها وتنوعها من خلال القيادة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين ورؤيته الرشيدة وما يقوم به نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأوضح أن "بلادنا استطاعت بحمد الله أن تتبوأ أعلى أماكن الفخر والقيادة والبروز من خلال أُسسها التي زرعها المؤسس الكبير جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وغفر له، وها هي تمتد بمسيرة الجلال والجمال والإنسانية في الاهتمام بأساسها الثقافي والتراثي وعمقها التاريخي لتثبت للعالم قيادتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين فيها وقيادتها الثقافية بارتباطها بالمكون العربي الأصيل". وأضاف "إن الأعوام العكاظية الثمانية مضت بتراكم الإنجاز والأنشطة لتثبت أن المشروع الذي تقف وراءه الرؤى الحكيمة والواضحة جديرٌ بالنمو والتنوع والبقاء، وها هو عامنا التاسع الذي تنطلق فيه دورة سوق عكاظ الجديدة يتألق من جديد بثراء من الفعاليات والبرامج والرؤى التي تبني وتضيف، وتؤسس وترعى، حيث يؤمن القائمون على رعاية السوق بما يرشدهم إليه ويوجههم راعيه سيدي خادم الحرمين الشريفين أيده الله بأن هذا الوطن الكريم جديرٌ بأن تُبذل من أجله الجهود الكبيرة وأن يتنافس في خدمته المتنافسون، وأن تتكامل مؤسسات الدولة فيما بينها من أجل خدمة المشاريع الوطنية الكبرى، وقد بذلت الجهود من العاملين كافة في مختلف اللجان والفرق التنفيذية والقطاعات ليظهر السوق بأبهى حلة، وجاءت جهود اللجنة الإشرافية لتكون في مقدمة الجهود برئاسة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل سلمه الله وعضوية أصحاب السمو والوزراء". وبين الطريفي أن هذا هو عكاظ، موسم التنوع والثراء المعرفي والثقافي منذ القدم، مشيراً إلى أنه في عكاظ "نتذكر فروسية الشاعر، ونخوة العربي، وحيوية المجتمع، وسمو القيم، وثبات المروءة". وأكمل "نحن اليوم إذ نحتفل بالشعراء الفائزين ببراعة الشعر والشعور كما هو ديدن الحضور الشعري في عكاظ، فإننا نسعد بتكريم كوكبة من المبدعين والفنانين في مختلف الفنون ومجالات الإبداع، ونسعد بأن يذهب تكريم عكاظ إلى أنحاء الوطن وإلى مختلف أقطار العالم العربي، ليكون الفوز تمثيلاً حقيقياً لفكرة سوق عكاظ العربية الشاملة، فباسم سوق عكاظ ولجنته الإشرافية نهنئ الفائزين كافة، وندعوهم أن يكون هذا الفوز انطلاقة أخرى في دروب الإبداع والثقافة". وتابع "نصغي قليلاً في هذا المكان، وتلتقط حواسنا وقلوبنا ما ردده حسان بن ثابت رضي الله عنه، وتشدنا الحوارات العميقة بين الأعشى والخنساء حول قصائدهما، ونسمع من بعيد جَلَبة السوق وتبادل الناس في التجارة والفروسية، وحكماء العرب وقادتهم يجولون في السوق كما فعل قس بن ساعدة الإيادي حين بهر الناس بخطابته، وهنا يتواصل التاريخ بالتاريخ، وترتبط المشاعر بالمواقف، وتتواتر الكلمة الخيرة في بناء القيم وشحذ الهمم في خدمة الوطن والمواطن، ونتطلع إلى أعوام قادمة تتكلل بنجاحات أخرى".