في تصرف عفوي، عكس كراهية اليمنيين لحركة الحوثي المتمردة، والرغبة في مقاطعتها على كافة الأصعدة، أقدم مصلون في عدة مساجد بصنعاء على مغادرة مساجدهم، والتوجه لأداء الصلاة في مساجد أخرى، بسبب فرض الحركة المتمردة للأئمة في بعض المساجد، وتعيين خطباء موالين لهم. وقال أحد اليمنيين ويدعى سعيد منصور ل"الوطن" "اضطررت لمغادرة المسجد ومعي عشرات المصلين، بسبب الخطيب الجديد، الذي أحال الخطبة التي يفترض أن تكون لتوعية الناس وتعليمهم شؤون دينهم، إلى خطاب ينضح بالكراهية، ليس هذا فحسب، بل إنه استخدم ألفاظا نابية وسوقية، لا يجوز أن تذكر في بيوت الله". بدوره أشار الطالب الجامعي، علي السليمي إلى أنه وكثير من المصلين الذين كانوا ينوون أداة صلاة الجمعة أمس في مسجد أبي بكر الصديق بحي النهضة، شمال صنعاء فوجئوا بخطيب جديد، غير الذي اعتادوا عليه، يصعد المنبر ويبدأ في كيل الاتهامات وتوجيه الشتائم والسب للثوار وكل من يعاونهم، وقال "عندما رفع بعض المصلين أصواتهم بالاحتجاج، وطالبوا الخطيب بالنزول من المنبر وإتاحة الفرصة أمام الخطيب الأصلي، رفض تنفيذ ذلك، وأصر على مواصلة خطبته التي لا تعدو كونها خطابا سياسيا متطرفا، مليئا بالبذاءات، وعندها لم يكن أمامنا غير مغادرة المسجد فورا، والتوجه إلى مسجد آخر. وفي دقائق معدودات لم يتجاوز عدد الذين بقوا في المسجد سوى قلة بسيطة". ودأب المتمردون الحوثيون على فرض أئمة موالين لهم في كثير من مساجد صنعاء، رغبة في الترويج لمذهبهم، وتبرير الانقلاب الذي قاموا به ضد السلطة الشرعية، والتحريض والتعبئة ضد القوى السياسية المناوئة لهم، من خلال خطب الجمعة والمحاضرات الليلية، كما فرضوا على الخطباء ترديد أدعية معينة، إلا أن مشادات عنيفة نشبت في أحيان كثيرة بين المصلين وأولئك الأئمة المؤدلجين، ووصل الأمر حد الاشتباك بالأيدي. كما أغلق الحوثيون في بعض المناطق، خاصة بمحافظة صعدة، المساجد التي يؤمها المسلمون السنة، وفرضوا عليهم أداء الصلاة في بقية المساجد، ما دفع كثيرين إلى الانقطاع عن صلاة الجماعة في المساجد، والاكتفاء بأداء الصلوات في منازلهم.