تزايدت في الفترة الأخيرة عمليات هجوم الحوثيين على المساجد، ومحاولة الاستيلاء على منابرها، رغما عن رغبة عموم المصلين، وكان آخر تلك المحاولات اقتحامهم يوم الجمعة الماضي مسجد الرحمن بشارع بغداد وسط العاصمة صنعاء، واختطافهم للخطيب، وفرضهم خطيبا من مسلحيهم، ما دفع كثيرا من المصلين إلى مغادرة المسجد وأداء الصلاة في مساجد أخرى. وتكرر الأمر نفسه، في جامع الفتح بشارع الثلاثين في العاصمة، وفي أكثر من 20 مسجدا رصدتها "الوطن" في صنعاء ومدن يمنية أخرى. وقال إمام وخطيب جامع الرحمن عضو البرلمان اليمني، الشيخ محمد الحزمي "مثل هذا التصرف ينم عن حقد مذهبي منهم، فهم إما أن يدمروا المساجد ويغلقوها، أو أن يسيطروا عليها ويأخذوها بالقوة، كما حدث ويحدث في كل جمعة تمر، وفي معظم المساجد التي تقع بالقرب منهم". وأضاف الحزمي الذي غادر العاصمة بسبب ملاحقة الحوثيين له، واقتحامهم الشهر الماضي لمنزله والمسجد الذي يؤم فيه المصلين "الحوثيون ليس لديهم قبول عند الغالبية، وتصرفهم هذا أيضا من باب ردة الفعل أو الانتقام، فهم عجزوا عن مجابهة عاصفة الحزم، فذهبوا لفعل ما يقدرون عليه. والمصلين في كل المساجد التي يحاولون السيطرة عليها يرفضون الصلاة خلفهم، ويسارعون إلى مغادرة المساجد". وختم الحزمي تصريحاته بالقول "يعرفون أن سمعتهم بين عامة الشعب في أدنى مستوياتها، وأن قبول الناس لهم في أضعف مراحله، أو بالأصح، منعدم، وبالتالي فهم يحاولون تعزيز سمعتهم أو تغييرها لدى الوعي العام المجتمعي، ويسلكون في سبيل هذا الهدف شتى الطرق والوسائل. وحين رأوا أن كسب القلوب لن يتحقق لهم بإشهار السلاح واقتحام المنازل وتفجيرها على ساكنيها، وممارسة الانتهاكات كالقتل والخطف والاحتجاز، سعوا إلى مهاجمة المساجد الواقعة في إطار سيطرة ميليشياتهم، وطرد خطبائها الرسميين واستبدالهم بخطباء يدينون بالولاء لهم. ويلقى تصرف الحوثيبن هذا، رفضا كبيرا لدى المصلين، حيث يُجبر المصلون خطيب الحوثيين على النزول من على المنبر، كما حدث في جامع الفتح، حين أنزلوا خطيبا حوثيا صعد على المنبر بسلاحه، ما أثار استياء وسخطا واسعا لدى المصلين، وفي حال لم يتمكن المصلون من إنزاله، فهم يغادرون المسجد إلى مسجد آخر، ويتركون الخطيب الحوثي مع بقية المسلحين الحوثيين ليؤدوا صلاة الجمعة وحدهم". وأفادت مصادر خاصة "الوطن"، بأن لجنة شكلتها جماعة الحوثيين دعت خطباء المساجد في العاصمة لحضور اجتماع إلزامي، حثتهم فيه على إدانة "عاصفة الحزم" وتحريض الناس على دول التحالف، مهددة كل من يرفض ذلك بالاختطاف والمنع من إلقاء الخطبة في المستقبل. وحدث أن اختطف المتمردون الحوثيون خطيبين في مسجدين بمنطقة الجراف شمال العاصمة، بذريعة رفضهما الدعاء على قوات التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. وتلقى تصرفات الحوثيين استياء وانتقادا لدى اليمنيين، باعتبار أن المتمردين يكرسون لخلافات مذهبية دخيلة على المجتمع لم يعرفها من قبل على الإطلاق.