قدر رئيس منظمة السياحة العربية الدكتور بندر الفهيد خسائر قطاع السياحة في الدول العربية نتيجة انعدام الأمن ب30 مليار دولار، مؤكدا أن الأمن والسياحة وجهان لعملة واحدة. وطالب الفهيد في كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح الملتقى السياحي الأول، تحت عنوان "أمن وسلامة الآثار والمنشآت السياحية"، بالاستفادة من تجارب الدول العربية، مشيرا إلى أن هناك دولا لها تجارب مميزة، داعيا الدول التي ليس لديها أجهزة للأمن السياحي إلى إنشاء الأجهزة، فسياحة بلا أمن لا يمكن أن تتقدم. وكشف الفهيد عن موافقة مجلس وزراء الداخلية العرب على إصدار بطاقة للسائح العربي يتجول بها في أي دولة عربية وهي ليست بديلة للجواز العربي، لكنها تنطلق من مشروع الاستراتيجية العامة للسياحة الذي اعتمد أخيرا. تأمين المواقع السياحية من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم في كلمته إن مشاركة المملكة في الملتقى تأتي تأكيدا على حرص حكومة البلاد على تأمين السياحة ورغد العيش وراحة البال، والقطاع السياحي يضطلع بدور اقتصادي كبير وتنسيق وتكامل مع وزارة الداخلية لتأمين المواقع السياحة. وأضاف أن حماية المواطن والمقيم، سائحا أو غير ذلك، مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، وعندما نستضيف مثل هذا الملتقى فإننا نسعى إلى تشجيع المواطن على التنقل في بلاده واكتشاف تراثها، والسياحة وسيلة لتعزيز التماسك الأسري والانتماء الوطني. ثم عرض فيلم عن السياحة العربية. حماية الآثار وفي الجلسة الأولى للملتقى تحدث رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة حائل الدكتور عيد بن قعدنا العتيبي عن المواقع الإثرية والسياحية في المملكة وأنها من أهم عوامل الجذب السياحي، وأشار إلى أن استدامة الحركة السياحية تعتمد وبشكل كبير على حماية المواقع الأثرية والمحافظة عليها وإدارتها بكفاءة، وبيّن أن المخاطر التي تتعرض لها المواقع الأثرية بالمملكة سواء كانت مخاطر داخلية يمكن التحكم بها أو خارجية لا يمكن السيطرة عليها، وذكر عددا من المخاطر، منها قلة الوعي بالإرث التراثي، العوامل البشرية، ضعف الكوادر، التمدد العمراني الذي يشكل تهديدا خطيرا على المواقع الأثرية، والربيع العربي وأثره في المواقع التراثية.وعددت أستاذ تاريخ شبه الجزيرة العربية القديم المشارك بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة سميرة سعيد القحطاني جوانب من المخاطر والجرائم التي تتعرض لها الآثار والمنشآت السياحية وتأثيرها في الأمن السياحي، حيث تعد الآثار والمنشآت السياحية من القطاعات التي تتأثر بعدد من المخاطر والجرائم والأزمات وما يسود العالم من سلام أو حرب وتختلف هذه المخاطر والجرائم من مكان لآخر ومن بلد لآخر. وتحدث عميد عمادة البحث العلمي المكلف بجامعة بيشة الدكتور مسفر سعد الخثعمي في ورقته عن الآثار والمقومات السياحية في محافظة بيشة بين التدمير والتطوير وأن الآثار في منطقة عسير على وجه الخصوص وكافة مناطق المملكة على وجه العموم تعرضت وما زالت تتعرض لكثير من المخاطر التي تهدد استمرارها وتقضي على قيمتها التاريخية. مطلب عالمي وفي الجلسة الثانية، قال الباحث بمختبر علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية بجامعة الجزائر الدكتور نبيل كرفس في ورقته العلمية إن الحفاظ على المواقع العلمية والمعالم الآثرية والسياحية يعد مطلبا عالميا تسعى إليه الدول جميعها وتتنافس من أجل حماية الجزء المهم من حضارتها، باعتباره تجسيدا ماديا لتلك الحضارة. وقال وكيل كلية إدارة الأعمال للتطوير والجودة بجامعة شقراء الدكتور طلال عبدالله حسين الشريف في ورقته التي تناولت المخاطر الإدارية على أمن وسلامة الآثار والمنشآت السياحية في المملكة العربية السعودية إن إدارة المخاطر جزء أساسي في الإدارة الاستراتيجية لأي منظمة وهي الإجراءات التي تتبعها المنظمات لمواجهة الأخطار المصاحبة لأنشطتها بهدف تحقيق المزايا المستدامة من كل نشاط.