تألق مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث خلال مشاركته في معرض الرياض الدولي للكتاب، المقام هذه الأيام تحت شعار (الكتاب.. تعايش) من خلال عرضه لمخطوطة الكتاب الشهير (كليلة ودمنة)، التي يعود تاريخها للقرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، وتحديدا لعام 747ه، بوصفها أقدم نسخة معروفة من النسخ المزينة بالرسوم والصور، وكتبت في 156 ورقة، وتحتوي على 96 منمنمة، ولا يسبقها سوى نسخة محفوظة حاليا في المكتبة الوطنية في باريس تعود للعام 1230م ، كتبت في 146 ورقة. وكانت المخطوطة واحدة من ضمن الكتب النفيسة التي كان يحتفظ بها جلالة الملك فيصل في مكتبته الخاصة، ومن أهم المخطوطات وأقدمها لدى المركز في الوقت الحالي، يقدمها في زاوية خاصة في جناحه المشارك في معرض الكتاب هذا العام. ويقدم المركز بجانب النسخة الفريدة من نوعها في الوقت الحاضر، كتيباً يحكي تفاصيل المخطوطة للكاتب يحيى محمود بن جنيد، الذي وصف المخطوطة في آخر شروحاته عنها بالمتقنة والمعبرة وذات القيمة الرفيعة بين الأعمال الفنية في المخطوطات العربية، مبيناً أن سبب حصول نسخة الملك فيصل على هذه الصفات يعود لاسم كاتبها الذي ورد في آخر صفحاتها بما نصه (تمّ وكَمُلَ كتاب كليلة ودمنة في السادس والعشرين من شهر صفر سنة سبع وأربعين وسبعمائة للهجرة النبوية).. إلى أن كتب (على يد أضعف عباد الله تعالى وأحوجهم لرحمته محمد بن علي بن سالم بن أحمد الحنفي). وشمل جناح المركز مخطوطات أخرى قديمة، جرى دراستها وتحقيقها وترجمة بعضها حديثا، بواسطة مؤلفين حصلوا على دعم المركز في سبيل إنجاز تلك الإصدارات العلمية. وأبرز الجناح مخطوطتين جرت دراستهما وتحقيقهما أخيراً، وتقدم لأول مرة على شكل كتاب متاح للشراء من قبل زوار المعرض، الأولى مخطوطة (لمح الملح) لسعد الخظيري التي قام بدراستها وتحقيقها شادن أبوصالح على جزأين، فيما كانت الثانية مخطوطة (سفر إلى فرنسا) لمحمد جلبي أفندي، ودرسها وحققها محمد البخيت. ويحظى الجناح باهتمام كثير من الزوار الذين يهتمون بمتابعة مقتنياته لما تمثله من قيمة تاريخية، وما توحيه من استذكار لماضي مجيد.