دعا مسؤول أممي أعضاء الفرق التابعة للمنظمة الدولية العودة إلى عدن لاستئناف نشاطهم الإنساني، مؤكدا استقرار الأوضاع بالمدينة ووجود الأمن، وقال المشرف على توزيع الإغاثة الدولية في المدينة يوهانس فان در كلاوو "الظروف مناسبة بما فيه الكفاية لعودة الأممالمتحدة مرة أخرى، خصوصا وأن المسؤولين الحكوميين الذين عادوا للمدينة خلال الفترة الماضية يؤكدون عدم وجود خطر من احتمال قيام الحوثيين بهجوم مضاد". وأضاف "أعمال القتال والمواجهات توقفت تماما داخل المدينة، والمناوشات التي تجري خارجها تهدف إلى إبعاد الحوثيين بعيدا عن عدن". واستدرك بالقول "رغم الهدوء الذي تشهده المدينة، إلا أن هناك مخاوف عميقة وسط السكان بسبب وجود قناصة ما زالوا يوجدون في بعض الجيوب المقاومة، ويبدو أن هناك العديد من الحوثيين الذين ما زالوا يختبئون وسط الأحياء. لكني أعتقد أن المدينة نفسها ستتخلص في الأيام المقبلة من خطر تجدد القتال". كما طالب بزيادة كميات المساعدات الإنسانية للمحافظة بعد تحريرها أخيرا من المتمردين. وأشار فان در كلاوو إلى وجود حاجة ماسة إلى زيادة كبيرة في المساعدات المقدمة للمدينة. مؤكدا أن أحياء بأكملها تعرضت لأضرار أو للدمار، بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له من ميليشيات التمرد، وأن الكثير من منازل السكان تعرضت لتدمير كلي أو جزئي، مشيرا إلى أن كثيرين مهددين بالمبيت في العراء لعدم صلاحية منازلهم للسكنى، أو لوجود مخاطر من انهيار جدرانها المتصدعة. وأعرب فان در كلاوو عن قلقه مما تشهده محافظة تعز القريبة بسبب حشد الحوثيين لقواتهم، واستمرار الاشتباكات بينهم وبين مقاتلي المقاومة الشعبية، وتابع بالقول "من الواضح أن المعركة الكبرى في الوقت الراهن قد تقع في تعز، ونشعر بالكثير من القلق بشأنها". ونفى أن تكون الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية قد أهملت مدينة عدن خلال الفترة الماضية، أو أن المنظمات قد تعمدت تجاهلها فيما يتعلق بالأعمال الإنسانية والإغاثية، مشيرا إلى أن عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية تقف عند مداخل المدينة، بعد أن فر سائقوها وتركوها بسبب اشتداد القصف والأعمال القتالية، مما شكل خطرا حقيقا على حياتهم. وقال "هذه الشاحنات ما زالت تقف عند حاجز الرباط الأمني خارج المدينة بسبب القصف والاشتباكات. وأرى أن هدوء الأحوال نسبيا يمثل فرصة لتحريك القافلة من جديد، وأتمنى ألا تكون محتوياتها قد تعرضت للنهب". ووعد فان دو كلاوو ببذل مزيد من الجهد خاصة فيما يتعلق بتنشيط الجهود الرامية لإعادة مستشفيات المدينة للعمل مرة أخرى بعد الأضرار التي تعرضت لها، وأشار إلى أن العديد من المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة "أطباء بلا حدود" باشرت العمل فورا في تقديم الرعاية الطبية للمتضررين. وقال "المجال الصحي سيكون على رأس أولوياتنا خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن الإحصاءات تشير إلى وجود أكثر من 10 آلاف جريح أو مصاب وسط المدنيين، كثير منهم من الأطفال والنساء، وسوف نعمل على تقديم كل ما يلزم لهؤلاء". وأبدى المسؤول الدولي تفاؤله بتنشيط أعمال الإغاثة الإنسانية، مشيرا إلى أنه زار ميناء عدن ولحسن الحظ وجد أن مرفأه ما يزال قادرا على استقبال سفن الإغاثة الدولية، وتابع "هذا عامل مساعد سوف يمكننا من استقطاب المساعدات الدولية، إضافة إلى وجود جهد مواز لإعادة تشغيل المطار بطاقته السابقة وتأمينه مما يساعد على نجاح الجهود المبذولة لتفعيل عمل مؤسسات الإغاثة.