حافظ صالح القحطاني نائب رئيس نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا الابتعاث مشروع ومنظومة عمل متكاملة وفكرة ورؤية صائبة من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله وأمد في عمره. الابتعاث له أهدافه التي تنصب على تأهيل وتدريب الشاب السعودي ليحقق تطلعات وتوجهات القيادة السديدة في إنتاج أجيال مؤهلة حاصلة على أعلى الشهادات ومتمرسة في مجالات وتخصصات مختلفة تحتاجها مملكتنا الحبيبة للعمل على نقل ما تعلمه الطالب أو الطالبة في بلدان الابتعاث إلى دولتنا الغالية، والعمل على نقلة نوعية في التطور والتقدم في جميع مجالات العمل والخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية في بلدنا الحبيب. ليس كل إنسان ابتعث وأخذ الشهادة تقبل منه كل أفكاره أو توجهاته، ولكن يجب علينا ألا ننسى تعاليمنا الإسلامية وديننا الحنيف وعدم الانخراط فيما يؤثر أو يزعزع ديننا أو أمننا أو لحمتنا الوطنية، بل نكون خير من يمثل السعودية وقيادتها وينقل الصورة الحقيقية للشاب السعودي المسلم وتربيته التي نشأت على الدين والأخلاق والوحدة الوطنية. تجربتي في بلد الابتعاث في مانشستر كانت من أجمل مراحل حياتي، وذلك لأني تعلمت وتأثرت وحزنت وفرحت في فترات متفاوتة خلال فترة ابتعاثي. تعلمت في بلد الابتعاث الالتزام بالنظام في أي منظمة درست فيها، سواء في معهد أو جامعة أو ناد طلابي أو ناد إعلامي أو جمعيات تطوعية في الجامعة، النظام في بلد الابتعاث مقدس لديهم والالتزام به أحد شروط أن تكون طالبا في هذا المعهد أو الجامعة. هم حريصون على النظام بدرجة لا تتخيلوها فهم نشأوا عليه والتزموا به والنتيجة عمل مرتب ومنظم وناجح، الوقت يعنى لهم الشيء الكثير، فهم يقدرون الثانية فيه ولا يفرطون فيه مهما كان العمل الذي يعمله كبيرا أو صغيرا.. فالأستاذ في الجامعة مستحيل أن يقضي معك أكثر من الوقت الذي هو محدد له في المحاضرة أو المعمل. حزنت على تعلم النظام والالتزام بالوقت من قبل المبتعثين في بلدان الابتعاث وعدم تطبيق واحترام البعض منهم في مملكتنا الحبيبة في الالتزام بكل نظام، سواء في الطريق أو عند الإشارة أو مسارات المشاة أو تنفيذ نظام أي منظومة عمل حكومية في شتى المجالات. تأثرت من الطلبة الذين أتوا إلى بلدان الابتعاث للدراسة على حسابهم والجد والاجتهاد والعمل والمثابرة لأجل الانضمام للبعثة ولم تتحقق لهم تلك الفرصة لعدم توافق أحد شروط الانضمام للبعثة، ومن الطرف الآخر تأثرت من المبتعث الذي توفرت له تلك الفرصة والدراسة والمكافأة وكل المزايا على حساب الحكومة وهو مفرط في دينه ودراسته ومستهتر في تلك الفرص التي حصل عليها وهو لا يستحقها. فرحت وأنا أرى وأفتخر بالمبتعثين يمثلون المملكة العربية السعودية ويرفعون رايتها في كل محفل وكل نشاط بأفضل الاختراعات والإنجازات وأعلى الشهادات العلمية والتدريبية وكانوا من الأوائل في جامعاتهم، ولعلي أذكر هنا في مقالي ما عاصرته وشاهدته عن قرب في بعض طلبة الدكتوراه من جامعة مانشستر وما حصلوا عليه من إشادات وتكريم في مجال أبحاثهم، وكم هو فخر وعز وأنا أرى إخواني وأخواتي المتخرجين ومقدم الحفل يعرف ويشيد فيه بأنهم من المملكة العربية السعودية. ولا أنسى فرحتي وتأثري بحكم عملي في الأندية الطلابية بمساهمة الطلاب والطالبات في العمل التطوعي والمساعدة في إنجاز بعض الأنشطة الطلابية في النادي ودعمهم لها وسرعة المبادرة في العمل الخيري في الأندية الطلابية بمبادرات منهم وبدعم وتوجيه من الملحقية الثقافية. مشروع الابتعاث إنجاز رائع وعظيم ومدروس والملاحظ بأنه غير موجود وغير متوفر في أغلب الدول، وأنت تقارن بنفسك كطالب على برنامج خادم الحرمين الشريفين ومتكفلة الحكومة بك وبمكافآتك وكل ما تحتاج إليه وبين الطالب الآخر من الدول الأخرى الذي لا يوجد لديه مثل هذا المشروع الهائل، فلنحمد الله ولنشكره على نعمته ونرد المعروف والدين لحكومتنا الرشيدة في مملكتنا الحبيبة بأن نكون كفوا لهذا البرنامج وأن نكون عند حسن ظن قيادتنا الحكيمة وأن نسعى للحصول على أهداف هذا الابتعاث وسرعة العمل متكاتفين على الرقي والتطور في بلدنا الغالي وفي شتى المجالات.