أكد طلبة سعوديون مبتعثون إلى جامعات أردنية، تعرضهم إلى «ضغوطات» من تنظيمات «متشددة» تختلف نشاطاتها عن الاتحادات والأندية الطلابية، ودفعهم للانتماء إليها، مؤكدين رفضهم ذلك والتزامهم بأنظمة الابتعاث ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي». وأبدى طلبة سعوديون يدرسون في جامعات أردنية مختلفة، رفضهم الانضمام حتى للاتحادات الطلابية في الجامعات. وذكروا أن «عدم الانضمام للاتحادات الطلابية ليس نابعاً من تطبيق قرارات رسمية من الملحقية السعودية، وإنما هو اجتهاد شخصي من الطالب خوفاً على بعثته من الإلغاء في حال تغيرت توجهات الاتحاد الطلابي، وقام بالضغط علينا للخروج في مسيرات ومطالبات متنوعة». وقال الطالب علي أبو سليمان: «الالتحاق بالاتحادات الطلابية لا يعني الانضمام لجماعات ذات أهداف تخريبية، وعلى رغم ذلك تحاشيتُ الانضمام لها من باب الحرص، ولكثرة المشكلات التي تعرض لها الطلبة السعوديون في الخارج، فصرنا نفضل عدم الانتماء لأية جهة تدعي أنها تنفذ أنشطة طلابية أو تسعى إلى تحسين مستوى البيئة التعليمية»، لافتاً إلى أن «الملحقية الثقافية السعودية في عمان لم تبلغنا بقرارات تمنع الانضمام إلى هذه الاتحادات. ولكنها تؤكد بصورة مستمرة على ضرورة الالتزام بالأنظمة عموماً، وفي حال الإخلال بذلك يتم إلغاء البعثة، لذا نكون حريصين كل الحرص على عدم الالتفات لأية أنشطة غير تعليمية ربما تكون وراءها أهداف غير ظاهرة». وذكرت الطالبة نورة العتيبي (جامعة اليرموك) أن دراستها في كلية الصحافة والإعلام، جعلتها معرضة لعدد من الضغوطات، «من أجل دعم بعض الجماعات والتنظيمات الحزبية»، مضيفة: «طلبة العلوم السياسية والصحافة والشريعة يواجهون ضغوطات متنوعة بصورة مستمرة. فيما تنص شروط الابتعاث على إبلاغ الجهات الرسمية والجامعة أيضاً في حال تعرض الطالب الأجنبي لأمر مماثل». وأردفت: «لم أجد أن للنوادي الطلابية والاتحادات أهدافاً تتعلق بالجماعات الإسلامية وغيرها من التنظيمات، التي ربما تسبب للطالب أضراراً مستقبلية إلا أن الحذر واجب». بدوره، قال معاوية الهواري، الذي تولى منصب نائب رئيس اتحاد الطلبة في إحدى الجامعات الأردنية سابقاً: «إن الانضمام للاتحادات الطلابية لا يعني الانتماء لجماعات إسلامية، وهذا تصور خاطئ يسود بين بعض الطلبة المبتعثين، بخصوص الاتحادات، التي غالباً ما تكون أهدافها تربوية، وهي تختلف كلياً عن التنظيمات الطلابية والجماعات الحزبية وغيرها». وأضاف الهواري ل «الحياة»: «كثيراً ما نواجه مشكلة مع الطلبة السعوديين لرفضهم دخول الاتحادات، لاعتقادهم أنها ذات أهداف تخريبية وانتماءات إرهابية وغيرها. وحاولنا التواصل مرات عدة مع ملحقيات طلبة دول الخليج، إلا أنهم يرفضون دخول طلبتهم إلى الاتحادات، باستثناء الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص»، لافتاً إلى أن أهداف هذه الاتحادات تتمثل في «تغيير الفكر السلبي وحل مشكلات الطلبة التي تتعلق بإطار البيئة التربوية والتعليمية التي يبقى بها الطالب أربعة أعوام وربما أكثر». يذكر أن ثلاثة سفراء للمملكة في الخارج، أكدوا في تصريحات سابقة إلى «الحياة»، أنه تم «تكثيف المتابعة للمبتعثين في الخارج بعد رصد دعوات مضللة تستهدفهم»، مشيرين إلى أن الحملات التوعوية «مستمرة ولا تتوقف لتحصينهم من التأثر بالمتطرفين، وفي حال التأكد من تأثر أحد الطلاب بالجماعات والتنظيمات الإرهابية تتم إعادته إلى المملكة، وإذا لم يستجب تلغى بعثته».