أخذت تطورات مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية أبعاداً دراماتيكية بعد إصرار حكومة تل أبيب على موقفها برفض تمديد تجميد الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية وعجز الإدارة الأمريكية عن الحصول على هذا الالتزام الذي كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد الرئيس محمود عباس بتحقيقه في حال قبوله الذهاب إلى المفاوضات المباشرة. ودفع هذا الوضع أكثر من مسؤول فلسطيني للتأكيد على أن التوجه هو ألا جدوى من المفاوضات إذا استمر الاستيطان. وسيستقبل الرئيس عباس اليوم في مقر الرئاسة في رام الله المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل وسيستمع منه عن نتائج اللقاءات التي عقدها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما إذا كانت جهوده أثمرت عن موافقة إسرائيلية على تمديد تجميد الاستيطان. ولكن بدءا من السبت المقبل ستبدأ الحركة الفلسطينية باتجاه حسم الموقف من التطورات إذ سيترأس الرئيس عباس اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وآخر للجنة المركزية لحركة فتح من أجل بلورة الموقف الفلسطيني الذي سيتم وضعه على طاولة لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في الرابع من الشهر المقبل في القاهرة. وقال مسؤول فلسطيني"الرئيس عباس سيسعى إلى موقف فلسطيني - عربي مشترك من هذه التطورات وسيتم إعلانه إلى العالم". وأضاف "قلنا للأمريكيين أمامكم حتى الرابع من الشهر المقبل وهو موعد اجتماع لجنة المتابعة العربية من أجل الحصول على موافقة إسرائيلية على تمديد الاستيطان". غير أن الأجواء في المؤسسات القيادية الفلسطينية تجاه التطورات سلبية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة "حتى عندما كان النقاش بشأن الذهاب أو عدم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة فإن الفريق الذي أيد المفاوضات قال إن ذلك سيعطي فرصة للأمريكيين للضغط على إسرائيل لتمديد تجميد الاستيطان وذلك بناء على ما كان الأمريكيون يقولونه للفلسطينيين ولكن اتضح الآن أنه ليس فقط أن المفاوضات المباشرة قد استؤنفت وإنما أيضا أن الاستيطان قد استؤنف وبأثر رجعي وعليه فإن هذا الرهان أصبح رهانا خاسرا وهو ما يتطلب اتخاذ موقف حاسم". إلى ذلك قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الرئيس الأمريكي نقل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي تضمنت تعهدات بعيدة المدى من أجل أمن إسرائيل، مقابل موافقة إسرائيل على الطلب الأمريكي بتمديد أمر التجميد الكامل للاستيطان لمرة واحدة، 60 يوما. وقالت إن الحديث يدور عن تعهد نادر لرئيس أمريكي لرئيس وزراء إسرائيلي، في إطار المساعي الكبيرة التي تبذلها الإدارة الأمريكية لمنع انهيار المحادثات في بداية الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، إلى جانب مبعوث نتنياهو إلى المفاوضات، إسحاق مولخو، عملا على تفاصيل هذه الرسالة مع الأمريكيين لأسبوع كامل. في هذه الأثناء وصل أمس إلى المنطقة المبعوث الأمريكي ميتشل في محاولة لأن يقنع نتنياهو في اللحظة الأخيرة لقبول المطلب الأمريكي. ومع ذلك، فقد أعرب نتنياهو عن أمله في أن تستمر المفاوضات الجيدة مع الرئيس الفلسطيني بصورة متواصلة، من أجل المضي قدما في طريق السلام، وذلك خلال لقائه مع ميتشل أمس. وأضاف أن الحكومة "ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق سيضمن أمن إسرائيل ومصالحها الحيوية".