أربكت قوات التحالف العربي خطط المتمردين الحوثيين الرامية لافتعال أحداث عسكرية تعطل حركة الملاحة الجوية في مضيق باب المندب، حيث قصفت مواقع للمتمردين الحوثيين قرب المضيق الاستراتيجي. وكانت مصادر سياسية في العاصمة صنعاء ذكرت أن من بين الخيارات التي ربما تقدم عليها قيادات التمرد، تعريض الملاحة الدولية المارة في مضيق باب المندب الاستراتيجي للخطر، ردا على التطورات العسكرية التي تشهدها جبهات القتال في جنوب البلاد وهزيمتهم على أيدي المقاومة الشعبية، وكشفت مصادر مطلعة أن قيادات حوثية تدرس تنفيذ هذا السيناريو، إضافة إلى أنها ربما تستعمل هذا الخيار كورقة ضغط في أي تسوية سياسية. وحسبما أشارت إليه تلك المصادر فإن الحوثيين وصالح ربما يعملون على تشكيل قوة لإغلاق المضيق الاستراتيجي، واستهداف أي سفينة تجارية تمر فيه. إلى ذلك، لقي 13 حوثيا مصرعهم، فيما جرح 12 آخرون في عمليات نوعية نفذتها المقاومة الشعبية الجنوبية في الأطراف الشمالية لمحافظة الضالع، خلال قصف مديريتي قعطبة الشمالية وسناح بمختلف أنواع الأسلحة، واستهدف مقاتلو المقاومة الخطوط الخلفية للمتمردين في مناطق مختلفة في مديرية قعطبة الشمالية، والخط الرابط بين قعطبة ومحافظة إب. وبحسب تأكيدات الصحفي ناصر الشعيبي، فإن تسعة من ميليشيات التمرد قتلوا في كمين نصبته المقاومة في منطقة الفاخر، فيما جرح خمسة آخرون في العملية التي أدت إلى تدمير طقم عسكري وإعطاب مدرعة عسكرية. أما في منطقة سناح فقد قتل ستة من المتمردين إثر تفجير دبابة بقذيفة مضادة للدروع أطلقها مقاتلو المقاومة. وكشف الشعيبي في تصريحات إلى "الوطن" عن رصد العشرات من المتمردين، غالبيتهم من عناصر الحرس الجمهوري وهم يفرون من جبهات القتال في سناح باتجاه محافظة إب وسط اليمن. مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود خلافات داخلية وصفها بالخطرة باتت تعصف بالمتمردين فيما بينهم، على خلفية قيام الحوثيين بإصدار تعيينات ميدانية لقيادات تابعة لهم وعزل أخرى موالية للمخلوع صالح. إلى ذلك، كشفت مصادر محلية في الضالع أن شخصيات قبلية موالية للمخلوع بدأت أخيرا تحشد الشباب في معسكر تدريبي تابع لها، بهدف تعزيز صفوف المتمردين، تحت ذريعة محاربة الانفصاليين في جنوب اليمن. وقال مصدر في السلطة المحلية بالضالع - فضل عدم ذكر اسمه - إن التابعين لصالح فشلوا في حشد مزيد من المقاتلين في مناطقهم في شمال اليمن، لهذا اتخذوا من الانفصال ذريعة لحشد موالين لهم. من جانبها، أبدت قيادات في المقاومة في الضالع، استعدادها وجهوزيتها لمواجهة وردع أي معتد تسول له نفسه التقدم باتجاه الضالع، واصفة الضالع بمقبرة الغزاة. وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة الحجوف بلكمة لشعوب شرق سناح، وكذلك في قرية العطرية ومنطقة مسيطر، عقب صد المقاومة لمحاولة تسلل نفذتها عناصر المتمردين من قرية العطرية ومنطقة مسيطر جنوب سناح باتجاه خوبر ولكمة لشعوب. وفي محافظة أبين الجنوبية، لقي كثير من الحوثيين مصرعهم في مقصف مدفعي نفذته وحدة المدفعية في اللواء الأول للمقاومة في المنطقة الوسطى. وذكر المركز الإعلامي للمقاومة أن القصف طال تجمعا للحوثيين في محطة للوقود شمال مدينة العين بالقرب من مديرية لودر. كما تعرضت قرية السلامية التي تم تحريرها أخيرا إلى قصف مكثف من الميليشيات الحوثية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، الأمر الذي أدى إلى تدمير العشرات من المنازل التي نزح منها الأهالي منذ اندلاع الحرب صوب مناطق أكثر أمانا.